كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 87 """"""
يقبل الأرض وينهي أنه لما كان في اليوم الخامس رابع عشر صفر ، وقت العصر ، حصل بالغسولة إلى جهة عيون القصب ، غمامة سوداء إلى الغاية ، وأرعدت رعداً كثيراً زائداً . وظهر من الغمامة شبه دخان أسود ، من السماء متصل بالأرض ، وصور من الدخان ، صورة أصَلة هائلة ، مقدار العمود الكبير ، الذي لا يحضنه جماعة من الرجال ، وهي متصلة بعنان السماء ، تلعب بذنبها فيتصل بالأرض ، شبه الزوبعة الهائلة . وصارت تحمل الحجارة الكبار المقادير ، وترفعها في الهواء ، كرمية سهم نشاب وأكثر . وصار وقعها ، وتلاطم الحجارة بعضها ببعض ، يسمع له صوت هائل ، من المكان البعيد . وما برح ذلك مستمراً في قوته ، واتصل بأطراف العسكر المنصور . وما صادف شيئاً إلا رفعه في الهواء ، كرمية نشاب وأكثر . وما صادف شيئاً من الأشياء ، من السروج والجواشن ، والعدد والسيوف ، والتراكيش والقسي ، والقماش والشاشات . والكلوتات ، والنحاس ، والأسطال ، إلا صار طائراً في الهواء كشبه الطيور . ومن جملة ذلك ، أنه كان في اسطبل المملوك ، خرج آدم ملآن تطابيق بيطارية حمله في الهواء والجو ، كرمية نشاب . ودفع من جملة ما دفعه ، عدة من الجمال بأحمالها ، قدر رمح وأكثر . وحمل جماعة من الجند والغلمان ، وأهلك شيئاً كثيراً من السروج ، التي صدفها ، والرماح ، وطحن ذلك ، إلى أن بقي لا ينتفع به . وأتلف شيئاً كثيراً مما صادفه في طريقه ، وأضاع أشياء كثيرة من العدد والقماش ، لمقدار مائتي نفر من الجند وأصحاب الأمراء ، إلى أن صاروا بغير عدة ، ولا قماش . وغابت تلك الحية عن العين ، في عنان

الصفحة 87