كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 88 """"""
السماء ، فتوجهت في البرية ، صوب الشرق . والذي عدم من قماش الجند ، منه ما راح في الغمامة السوداء ، ومنه ما أخذه بعض الجند ، مع أن المملوك ركب بنفسه ، ودار في المعسكر المنصور ، واستعاد كثيراً مما عدم ، وبعد هذا ، عدم ما تقدم ذكره . وهذه الوقعة ما سمع بمثلها أبداً ، ثم وقع بعد هذا يسير من مطر . ثم إن اللواحيق الكبار ، حملها الهواء وهي منصوبة ، وصارت مرتفعة في الجو ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
وفي هذه السنة ، في جمادى الأولى ، أفرج السلطان عن الأمير شمس الدين قطلبجا أخي الرومي .
وفيها ، رسم السلطان بهدم القبة الظاهرية ، التي بقلعة الجبل بالرحبة . فحصل الشروع في هدمها ، في يوم الأحد ، عاشر شهر رجب . وأمر ببناء قبة في مكانها ، فعمرت ، وكان الفراغ منها في شوال من هذه السنة .
ذكر توجه السلطان إلى الكرك وما رتبه من أمر النيابة وعوده
في هذه السنة ، في يوم الخميس ، سابع شهر رجب ، توجه السلطان إلى غزة ، ثم توجه من بعدها جريدة إلى الكرك ، فوصل إليها في شعبان ، وصعد إلى قلعتها ، ورتب أحوالها . ورسم بتنظيف البركة التي فيها من الطين ، فنظفت . وعمل فيها جميع من كان في خدمة السلطان ، من المماليك والحاشية مدة سبعة أيام . واستناب بها الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصوري . ونقل الأمير عز الدين الموصلي منها إلى نيابة السلطنة بغزة ، وتقدمة العسكر بها . ولم يطل مقامه بها ، فإنه نقل منها إلى نيابة قلعة صفد .
وعاد السلطان من الكرك ، ونزل بغابة أرسوف ، فأقام بها إلى أن وقع الشتاء ، وأمن حركة العدو ، وعاد إلى الديار المصرية . وكان وصوله إلى قلعة الجبل ، في يوم الإثنين رابع عشر شوال منها .
وفيها ، في شوال ، أفرج عن الأمير بدر الدين بكتوت الشمسي ، والأمير جمال الدين أقوش الفارسي .