كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 89 """"""
ذكر وفاة قاضي القضاة وجيه الدين ، وتفويض القضاء بمصر والوجه القبلي ، لقاضي القضاة ، تقي الدين ابن بنت الأعز
في هذه السنة ، في يوم الأربعاء ، مستهل جمادى الأولى ، كانت وفاة قاضي القضاة وجيه الدين عبد الوهاب ابن القاضي سديد الدين الحسين المهلبي ، المعروف بالبهنسي ، قاضي القضاة بمصر والوجه القبلي . وولي بعده ، قاضي القضاة ، تقي الدين بن عبد الرحمن ابن بنت الأعز ، في يوم الأربعاء خامس عشر الشهر . وكان قاضي القضاة بالقاهرة والوجه البحري القاضي شهاب الدين الخويي .
ذكر وفاة قاضي القضاة تقي الدين بن شاس المالكي وتفويض القضاء لقاضي القضاة زين الدين علي بن مخلوف المالكي
وفي هذه السنة ، في ذي القعدة ، كانت وفاة قاضي القضاة تقي الدين الحسين ابن الفقيه شرف الدين أبي الفضل عبد الرحيم ابن الفقيه الإمام مفتي الفرق جلال الدين أبي محمد عبد الله بن شاس الجذامي السعدي المالكي ، قاضي قضاة المالكية بالديار المصرية . وفوض السلطان القضاء بعده ، على مذهب الإمام مالك بن أنس ، لقاضي القضاة زين الدين أبي الحسن علي ابن الشيخ رضي الدين أبي القاسم مخلوف ابن الشيخ تاج الدين أبي المعالي ناهض النويري المالكي ، وهو يومئذ ناظر الخزانة السلطانية . وكان في ابتداء ترقيه يلي أمانة الحكم العزيز بالقاهرة . فاتفق أن السلطان الملك المنصور ، في حال إمرته ، ابتاع منه ، من تركة بعض الأمراء ، عدة بجملة ، كانت الغبطة فيها للأيتام ، فطالبه القاضي زين الدين بالمال ، فتوقف عن أدائه ، وقصد ردماً ابتاعه . وتحدث في ذلك مع القاضي زين الدين فامتنع عن رده . واقتضى الحال أن شكاه للملك الظاهر ، وألزم بالقيام بالثمن . فبقي ذلك في خاطر السلطان . فلما ملك ، انتفع بذلك عنده غاية النفع ، ورتبه في الخزانة ، ووثق به ، وتمكن عنده تمكناً عظيماً . ثم فوض إليه القضاء ، وأقره معه على الخزانة . واستمر في القضاء إلى أن توفي ، على ما نذكره ، إن شاء الله تعالى ، في أخبار الدولة الناصرية .