كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 90 """"""
ذكر وفاة قاضي القضاة بهاء الدين بن الزكي وشيء من أخباره
وفي هذه السنة ، في يوم الإثنين ، حادي عشر ذي الحجة ، توفي بدمشق قاضي القضاة بهاء الدين أبو الفضل يوسف ، ابن قاضي القضاة محيي الدين أبي الفضل يحيى ، ابن قاضي القضاة محيي الدين أبي المعالي محمد ، ابن قاضي القضاة ، ركن الدين أبي الحسن علي ابن قاضي القضاة ، مجد الدين أبي المعالي محمد ابن قاضي القضاة ركن الدين أبي الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز العثماني الأموي القرشي ، المعروف بابن الزكي ، قاضي قضاة الشافعية بدمشق . اجتمع فيه وله ما لم يجتمع في غيره ، ولا له . كان من أحسن الناس صورة ، وأكملهم قواماً ، وهيئة وهيبة . وكان من العلماء الفضلاء في المذهب وعلم الأصولين والعربية ، والمنطق ، وعلم الكلام ، والحساب ، والفرائض ، والنظم ، وعلم البيان ، وحل المترجم ، والكتابة الجيدة الحسنة ، مع الذكاء المفرط . وكان له دنيا عريضة من المال والعقار . وكانت داره بباب البريد ، من أحسن الدور بدمشق وبستانه بالسهم الأعلى من أصح الغوطة وأطيبها هواء . وضيعته الملك قرية الميدانية ، من غوطة دمشق . وكانت زوجته من أحسن النساء صورة وكان أولاده تامين الصورة . وجُمع له من المدارس بدمشق أجلها ، وهي العزيزية والنقوية والفلكية والعادلية والمجاهدية والكلامسة وغيرها . وأنظار أوقاف كثيرة ، وقضاء قضاة دمشق ، وسائر أوقافها . فلما كمل له ذلك ، أتاه الموت الذي لا حيلة فيه ولا دافع له ، رحمه الله تعالى .
وفيها ، توفي الأديب الفاضي ، الشاعر المجيد ، شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن يوسف بن أحمد الأنصاري اليمني المحتد المصري الدار والمولد ، الشافعي الصوفي ، المعروف بابن الخيمي ، الشاعر المشهور ، المبرز على نظرائه . وكانت وفاته بالقاهرة المعزية ، بمشهد الحسين ، في التاسع والعشرين من شهر