كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 91 """"""
رجب الفرد ، سنة خمس وثمانين وستمائة . ومولده تخميناً في سنة اثنتين وستمائة . روى عن ابن باقا ، وسمع من ابن البنا وغيره ، وحدّث . وكان يعاني الخدم الديوانية ، وله نظم كثير جيد . فمنه قصيدته المشهورة البائية ، التي ادعاها الشيخ نجم الدين بن اسرائيل . وقد رأينا أن نذكر هذه القصيدة ، وما وقع في أمرها ، وما قيل في وزنها ورويها ، وكيف حكم بها للمذكور . وأول القصيدة :
يا مطلباً ليس لي في غيره أرب . . . إليك آل التقصي وانتهى الطلب
وما طمحت لمرأى أو لمستمع . . . إلا لمعنى إلى علياك ينتسب
وما أراني أهلاً أن تواصلني . . . حسبي علواً ، بأني فيك مكتيب
لكي ينازع شوقي تارة أدبي . . . فأطلب الوصل ، لما يضعف الأدب
ولست أبوح في الحالين ذا قلق . . . باد وشوق له في أضلعي لهب
وناظر كلما كفكفت أدمعه . . . صوناً لحبك يعصيني وينسكب
ويدعى في الهوى دمعي مقاسمتي . . . وجدي وحزني ونجوى وهو مختضب كالطرف يزعم توحيد الحبيب ولا . . . يزال في ليلة للنجم يرتقب
يا صاحبي قد عدمت المسعدين فما . . . عدني على وصبي لا مسّك الوصب
بالله إن جزت كثباناً بذي سلمٍ . . . قف بي عليها ، وقل لي هذه الكثب
ليقضي الخد في أجراعها وطرا . . . من تربها أؤدي بعض ما يجب
ومل إلى البان من شرقي كاظمة . . . فلي إلى البان من شرقيها طرب

الصفحة 91