كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 93 """"""
والهجر إن كان يرضيهم بلا سهب . . . فإنه من قبيل الوصل محتسب
ولما بلغت هذه القصيدة نجم الدين محمد بن إسرائيل ، ادعاها لنفسه ، فاجتمع هو وابن الخيمي بعد ذلك بحضرة جماعة من الأدباء ، وجرى الحديث في ذلك ، فأصر ابن إسرائيل على أنها له ، فتحاكما إلى الشيخ شرف الدين عمر ابن الفارض ، رحمه الله ، وكان يومئذ هو المشار إليه في معرفة الأدب ونقد الشعر . فأشار أن ينظم كل واحد منهما أبياتاً على الوزن والروي فنظم ابن الخيمي :
لله قوم بجرعاء الحمى غيب . . . جنوا عليّ ، ولما أن جنوا عتبوا
يا قوم هم أخذوا قلبي فلم سخطوا . . . وانهم غصبوا عيشي هام غضبوا
هم العريب بنجد مذ عرفتهم . . . لم يبق لي معهم مال ولا نسب
شاكون للحرب لكن من قدودهم . . . وفاترات اللحاظ السمر والقضب
فما ألمّوا بحي أو ألم بهم . . . إلا أغاروا على الأبيات وانتهبوا
عهدت في دمن البطحاء عهد هوى . . . إليهم وتمادت بيننا حقب
فما أضاعوا قديم العهد بل حفظوا . . . لكن لغيري ذاك العهد قد نسبوا
مَن منصفي من لطيف فبهم غنج . . . لدن القوام لإسرائيل ينتسب
مبدل القول ظلماً لا يفي بموا . . . عيد الوصال ومنه الذنب والغضب
في لثغة الراء منه صدق نسبته . . . والمنّ منه برور الوعد والكذب
موحد فيرى كل الوجود له . . . ملكاً ويبطل ما يفضي به النسب
فعن عجائبه حدث ولا حرج . . . ما ينتهي في المليح المطلق العجب

الصفحة 93