كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 94 """"""
بدر ولكن هلالاً لاح إذ هو . . . بالورديّ من شفق الخدين منتقب
في كاس مبسمه من حلو ريقته . . . خمر ودر ثناياه بها حبب فلفظه أبداً سكران يسمعنا . . . من معرب اللحن ما ينسى له الأدب
تجني لواحظه فينا ومنطقه . . . جنايه يجتني من مُرّها الضرب
قد أظهر السحر في أجفانه سقماً . . . البرء منه إذا ما شاء والعطب
حلو الأحاديث وألفاظ ساحرها . . . تلقى إذا نطق الألواحُ والكتب
لم يبق منطقه قولاً يروق لنا . . . لقد شكت ظلمه الأشعار والخطب
فداؤه ما جرى في الدمع من مهج . . . وما جرى في سبيل الحب محتسب
ويح المتيم شام بارق من أضم . . . فهزه كاهتزاز البارق الحرب
وأسكن البرق من وجد ومن كلف . . . في قلبه فهو في أحشائه لهب
فكلما لاح منه بارق بعثت . . . قطر المدامع من أجفانه سحب
وما أعادت نسيمات الغوير له . . . أخبار ذي الأثل إلا هزه الطرب
واهاً له أعرض الأحباب عنه وما . . . أجدت وسائله الحسنى ولا القرب
ونظم الشيخ نجم الدين محمد بن إسرائيل رحمه الله تعالى .

الصفحة 94