كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)

"""""" صفحة رقم 97 """"""
ذكر تفويض قضاء القاهرة والوجه البحري للقاضي برهان الدين السنجاري ونقلة القاضي شهاب الدين الخويي إلى الشام ووفاة السنجاري وإضافة قضاء القاهرة للقاضي تقي الدين ابن بنت الأعز
كان سبب هذه الولايات ما قدمناه ، من وفاة قاضي القضاة بدمشق ، بهاء الدين بن الزكي ، في حادي عشر ذي الحجة ، سنة خمس وثمانين . فلما اتصل خبر وفاته بالسلطان ، رسم بتعيين قاض للشام . فعين قاضي القضاة شهاب الدين الخويي لذلك ، فيما بلغني ، القاضي شرف الدين إبراهيم بن عتيق ، وكان إذ ذاك ينوب عنه ، وأحضره لذلك . وسعى قاضي القضاة تقي الدين ابن بنت الأعز ، أن ينقل القاضي شهاب الدين الخويي إلى الشام ، ويستقل هو بقضاء المدينتين والعملين ، فنتج سعيه الآن في أخذ الطرفين . وذلك أن القاضي شهاب الدين الخويي ، طلع في يوم الأحد ، خامس عشر المحرم ، من هذه السنة ، إلى قلعة الجبل ، وصحبته القاضي شرف الدين بن عتيق ، الذي عينه لقضاء الشام . وحضر قاضي القضاة تقي الدين ابن بنت الأعز المجلس ، وطلب السلطان قاضي القضاة برهان الدين الخضر السنجاري ، فخلع عليه ، وفوض له قضاء القاهرة والوجه البحري ونقل القاضي شهاب الدين الخويي إلى قضاء الشام ، فتوجه إلى دمشق ، في ثالث عشر صفر ، ووصل إليها في يوم الإثنين ثالث عشر شهر ربيع الأول . وأما القاضي برهان الدين ، فإنه جلس للحكم بالقاهرة بالمدرسة المنصورية . وتقدم في الجلوس بدار العدل ، على قاضي القضاة تقي الدين ابن بنت الأعز ، فتألم لذلك ، وندم على سعيه في نقلة القاضي شهاب الدين الخويي إلى الشام ، وسعى أن يتوفر من حضور دار العدل . فبينما هو في ذلك ، توفي قاضي القضاة برهان الدين السنجاري . وكانت وفاته في تاسع صفر من السنة ، بالمدرسة المعزية بمصر ، ودفن بتربة أخيه بدر الدين بالقرافة . فكانت مدة ولايته أربعة وعشرين يوماً ، ومولده في سنة ست عشرة وستمائة . ولما مات ، فوض السلطان قضاء القاهرة والوجه البحري لقاضي القضاة ، تقي الدين عبد الرحمن ابن قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز . وخلع عليه ، وجمع له القضاء بالمدينتين والعملين . وبلغني أنه صلى على القاضي برهان الدين ، وعليه خلعة القضاء .

الصفحة 97