كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 98 """"""
ذكر خبر واقعة ناصر الدين بن المقدسي وأعيان دمشق ومصادرة أكابر دمشق ، وتوكيل ناصر الدين بن المقدسي عن السلطان
وفي هذه السنة ، وصل ناصر الدين محمد ابن الشيخ عبد الرحمن المقدسي ، إلى الأبواب السلطانية . وكان قد حضر ، ليرفع على قاضي القضاة بهاء الدين ابن الزكي أموراً . فاتفقت وفاة قاضي القضاة كما تقدم ، فبطل عليه ما دبره من أمره ، فعدل عن ذلك إلى غيره . واجتمع بالأمير علم الدين سنجر الشجاعي ، وزير الدولة ، وتحدث معه في أمر بنت الملك الأشرف موسى ابن السلطان الملك العادل ، وأنها أباعت أملاكها بدمشق ، وأنه ثبت أنها حالة البيع كانت سفيهة ، وقد حجر عليها عمها الملك الصالح ، عماد الدين اسماعيل ، ويستعيد الأملاك ممن ابتاعها ، ويرجع عليهم بما تسلموه من الريع ، في المدة الماضية ، ويشتري هذه الأملاك للخاص السلطاني ، فأجابه إلى ذلك . وكتب يطلب سيف الدين أحمد السامري من دمشق ، وكان قد ابتاع منها حرزما . فحضر في شهر رمضان ، والسلطان إذ ذاك بغزة ، فسيره إلى الديار المصرية . فطلب منه ابتياع حرزما ، فادعى أنه وقفها من مدة . فعند ذلك ، سطر محضر ، يتضمن ابنة الملك الأشرف ، كانت في مدة كذا وكذا سفيهة ، وذلك في زمن البيع ، ولم تزل مستمرة السفه ، إلى تاريخ كذا وكذا . ثم صلحت واستحقت رفع الحجر عنها من مدة كذا وكذا . ولفّق بيّنة شهدت بذلك ، وثبت على أخذ قضاء القضاة بالديار المصرية ، وقد شاهدت أنا هذا المحضر . ولما ثبت ذلك في وجه سيف الدين السامري ، بطل البيع من أصله . ثم طولب بما تحصل له من الريع ، لمدة عشرين سنة ، وكان مائتي ألف درهم وعشرة آلاف درهم ، بعد الاعتداد له ، بنظير الثمن الذي دفعه . فاشترى منه سبعة عشر سهماً ، من قرية الزنبقية ، بسبعين ألف درهم ، وحمل مائة ألف وأربعين ألف درهم . وفوض