كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 31)
"""""" صفحة رقم 99 """"""
السلطان وكالته ، لناصر الدين المقدسي المذكور ، فشرع في أذى أهل دمشق وأعيانها ، فطلب جماعة منهم ، في سنة سبع وثمانين ، وهم الصدر عز الدين حمزة بن القلانسي ، والصدر نصير الدين بن سويد ، وشمس الدين ولد جمال الدين بن يمن ، وجمال الدين بن صصري . وطلب أيضاً قاضي القضاة حسام الدين الحنفي ، والصاحب تقي الدين توبة ، وشمس الدين ابن غانم ، فصودر هؤلاء . فأخذ من الصدر عز الدين بن القلانسي ، فيما قيل ، مائة ألف درهم وخمسون ألف درهم ، ومن جمال الدين بن صصري ، ثلاثمائة ألف درهم ، قيمة ملك ودراهم . وحمل من نصير الدين ثلاثون ألف درهم ، ومن ابن يمن ، عن قيمة أملاك ، مائة ألف درهم وتسعون ألف درهم ، ومن شمس الدين بن غانم خمسة آلاف درهم ، ومن قاضي القضاة حسام الدين ثلاثة آلاف درهم . واعتذر أكابر الدماشقة ، أنهم حضروا على خيل البريد ، وأن أموالهم وموجودهم بدمشق . وسألوا أن يقرر عليهم ما يحملونه . فطلب الأمير علم الدين سنجر الشجاعي وزير الديار المصرية ، جماعة من تجار الكارم ، وأمرهم أن يقرضوا الدماشقة مالاً يحملونه ، ففعلوا ذلك . وكتب عليهم الحجج ، وأعيدوا إلى دمشق ، وقاموا بالمبلغ لأربابه . وإنما فعل الأمير علم الدين الشجاعي ذلك ، خشية أنهم إذا توجهوا إلى دمشق ، استشفعوا فيسامحوا . فأراد أن يكون ذلك في ذمتهم ، لغير بيت المال . ثم عاد الدماشقة إلى دمشق ، وولي جمال الدين بن صصري نظر الدواوين بدمشق ، وذلك في سنة سبع وثمانين وستمائة .
وفي سنة ست وثمانين وستمائة أيضاً ، توجه السلطان إلى جهة الشام ، واستقل ركابه من قلعة الجبل ، في يوم الخميس سابع عشرين شهر رجب ، ووصل إلى غزة ، وأقام بتل العجول ، ثم عاد إلى قلعة الجبل . وكان وصوله إليها ، في يوم الإثنين ثالث عشرين شوال من السنة .
وفيها ، في تاسع عشر محرم ، كانت وفاة علاء الدين ابن الملك الناصر ، صاحب