كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك، إنك أنت الوهاب، أسألك فرجا قريبا، وصبرا جميلا، ورزقا واسعا، والعافية من جميع البلاء، وشكر العافية" (¬١).

٩٣٨ - نا إسحاق بن إسماعيل قال: نا أبو أسامة، عن مسعر، عن معن، عن عون بن عبد اللَّه قال: "بينا رجل في بستان، بمصر في فتنة ابن الزبير مكتئبا، معه شيء ينكت به في الأرض، إذ رفع رأسه، فسنح له صاحب مسحاة، فقال له: يا هذا ما لي أراك مكتئبا حزينا؟ قال: فكأنه ازدراه، فقال: لا شيء، فقال صاحب المسحاة: ألِلدُّنيا؟ فإن الدنيا عَرَضٌ حاضر يأكل منها البَّرُّ والفاجر، والآخرة أَجَلٌ صادقٌ يحكم فيها ملك قادر يفصل بين الحق والباطل، حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم (¬٢)، من أخطأ شيئا أخطأ الحق، فلما سمع ذلك منه كأنه أعجبه، قال: فقال: لِمَا فيه المسلمون، قال: فإن اللَّه سينجِّيك بشفقتك على المسلمين، وسَل فمن ذا الذي سأل اللَّه فلم يعطه، ودعاه فلم يجبه، وتوكَّلَ عليه فلم يكفه، أو وَثِقَ به فلم ينجه؟ قال: فَعَلِقتُ الدُّعَاءَ: "اللهم سَلِّمنِي وسَلِّم مني، فَتَجَلَّت الفتنة ولم تصب منه أحد" (¬٣).
---------------
(¬١) إسناده فيه ابني الفضل بن الربيع لم أقف لهما على ترجمة، الفرج بعد الشدة (٩٩ - ١٠١) رقم (٧٤)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٣/ ٤١)، وكذا ابن الجوزي في المنتظم (٨/ ١٠٦)، وفي صفة الصفوة (٢/ ١٧١).
(¬٢) لعله من قولهم: أصاب المحك إذا قطعه من المفصل.
(¬٣) إسناده صحيح، ومعن هو ابن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود الهذلي المسعودي =

الصفحة 1048