كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

المطلب الأول: الآثار الواردة في لزوم البيوت في الفتن.

٩٤١ - حدثنا أبو بكر بن عمرو الباهلي، حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: سمعت عبد اللَّه بن عامر (¬١) يقول: "قام عامر بن ربيعة يصلي من الليل، وذلك حين سعى الناس في الطعن علي عثمان -رضي اللَّه عنه- فصلى من الليل، ثم نام، فأري في منامه فقيل له: قم فاسأل اللَّه أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده، فقام فصلى، ثم اشتكى فما خرج قط إلا جنازةً" (¬٢).

٩٤٢ - ثنا محمد بن أبي حاتم، ثنا موسى بن داود، ثنا ابن لهيعة، عن سيَّار بن عبد الرحمن قال: قال لي بكير بن الأشج (¬٣): "ما فعل عمك؟ قال: قلت: لزم البيت منذ كذا وكذا، فقال: إن رجالا من أهل بدر لزموا
---------------
(¬١) هو عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة العنزي، حليف بني عدي، أبو محمد المدني، ولد على عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولأبيه صحبة مشهورة، وثقه العجلي مات سنة بضع وثمانين، التقريب (٣٤٠٣).
(¬٢) إسناده صحيح، المنامات (١٠٥) رقم (٢١٠)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ٣٨٧)، وابن شبة في أخبار المدينة (٢/ ١٩٠)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٧٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٥/ ٣٢٨)، وذكره المزي في تهذيب الكمال (٤/ ٢٥)، وابن عبد البر في الاستيعاب (٢/ ٢٧١)، وابن حجر في تهذيب التهذيب (٢/ ٢٦٣)، وابن الجوزي في صفة الصفوة (١/ ٤٤٩).
(¬٣) هو بكير بن عبد اللَّه بن الأشج، مولى بني مخزوم، أبو عبد اللَّه أو أبو يوسف، المدني نزيل مصر، ثقة مات سنة (١٢٠ هـ) وقيل بعدها، التقريب (٧٦٠).

الصفحة 1062