كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

٩٤٥ - ثنا إبراهيم بن سعيد، حدثني يحيى بن صالح، ثنا مالك بن أنس، ثنا يحيى بن سعيد قال: "كان أبو جهيم الأنصاري (¬١) بدريّا، وكان لا يجالس الناس، وكان يعتزل في بيته، فقالوا له: لو جالست الناس وجالسوك، فقال: وجدت مقارفة الناس شرا، وكان عبد اللَّه بن عمرو أكثر الناس مجالسة له، وكان يحدثه عن الفتن، فلما كان من أمر عبد اللَّه ابن عمرو ما كان بالشام (¬٢)، قال: تحدثني ما تحدثني -وكان هذا من أمره- للَّه عليّ ألا أكلمه أبدا" (¬٣).

٩٤٦ - حدثني محمد بن هارون، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان قال:
---------------
= (٧/ ١٤٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٨/ ٣١٤)، وذكره الذهبي في السير (٤/ ١٩١).
(¬١) هو أبو جُهَيم بن الحارث بن الصِّمَّة بن عمرو الأنصاري، مختلف في اسمه، صحابي معروف، وهو ابن أخت أبيّ بن كعب، بقي إلى خلافة معاوية، الإصابة (٧/ ٧٣)، التقريب (٨٠٢٥).
(¬٢) وذلك أنه -رضي اللَّه عنه- قاتل مع معاوية، وكان حامل رايته، في صفين، ثم ندم ندما شديدا، وكان يقول: "ما لي ولقتال المسلمين، واللَّه لوددت أني مت قبل هذا بعشر سنين، ثم يقول: أما واللَّه ما ضربت فيها بسيف، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم، ولوددت أني لم أحضر شيئا منها، وأستغفر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عن ذلك وأتوب إليه"، انظر الاستيعاب (١/ ٢٩٢ - ٢٩٣).
(¬٣) إسناده حسن؛ يحيى بن صالح هو الوحاظي صدوق التقريب (٧٦١٨)، العزلة والانفراد (٥٤) رقم (١٠) ورقم (٢٨)، ونحوه رقم (٧)، وابن المبارك في الزهد رقم (١٧)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (١/ ٧٠٧).

الصفحة 1064