كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

"كان طاووس يجلس في البيت، فقيل له: لِمَ تجلس في البيت؟ قال: حيف الأئمة، وفساد الناس" (¬١).

٩٤٧ - حدثني محمد بن عباد بن موسى قال حدثنا كثير بن هشام قال: كان سفيان الثوري قاعدا بالبصرة فقيل له: هذا مساور بن سوار يمر -وكان على شرطة محمد بن سليمان- فوثب فدخل داره، وقال: "أكره أن أرى من يعصي اللَّه ولا أستطيع أن أغيّر عليه" (¬٢).

٩٤٨ - حدثنا روح بن حاتم، حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن شريك، عن ليث، عن الحكم، عن أبي البختري، عن عليّ قال: "طوبى لكل عبد نُوَمَة (¬٣)، عرف الناس ولم يعرفه الناس، وعرفه اللَّه منه برضوان، أولئك مصابيح الدجى، تُجلى عنهم كل فتنة مظلمة، أولئك ليسوا بالمذاييع (¬٤) البُذُر (¬٥)، ولا الجفاة المرائين، قال سمعت ابن الأعرابي يقول: النومة: الذي
---------------
(¬١) إسناده صحيح، مداراة الناس (١٠٥) رقم (١٢٧)، العزلة والانفراد رقم (١٠٨) وانظر الذي بعده، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٤)، والمزي في تهذيب الكمال (٣/ ٤٩٦)، وابن كثير في البداية والنهاية (٩/ ٢٤٢).
(¬٢) إسناده حسن، شيخ المصنف صدوق يخطئ التقريب (٦٠٣٣)، كتاب الورع (٦٧) رقم (٧٤).
(¬٣) هو الخامِلُ الذِّكْر الذي لا يُؤْبَه له، وقيل: الغامض في الناس الذي لا يَعْرِف الشَّر وأهلَه، انظر النهاية في غريب الحديث (٥/ ٢٧٣).
(¬٤) جمع مِذْياع، مِن أَذاعَ الشيءَ إِذا أَفْشاه، وقيل: أَراد الذين يُشِيعون الفواحِش وهو بِناءُ مبالغة، لسان العرب (٨/ ٩٨).
(¬٥) رجل بَذورٌ وبَذِيرٌ يُذيعُ الأَسرارَ ولا يكتم سرًّا، والجمع بُذُرٌ، يبذرون الكلام =

الصفحة 1065