كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

المطلب الرابع: الآثار الواردة في التعوذ من الفتن وتمني الموت قبل وقوعها.

٩٥٧ - ثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن الأسود بن شيبان قال: "كان عمار بن ياسر (¬١) -رضي اللَّه عنه- رجلا طويل الحزن والكآبة، وكان عامة كلامه: عائذ بالرحمن من فتنة" (¬٢).

٩٥٨ - حدثني يعقوب بن عبيد قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام، عن الحسن قال: قال حذيفة في مرضه: "حبيب جاء على فاقة، لا أفدح من ندم، السرُّ بعدي ما أعلمُ، الحمد للَّه الذي سبق بي الفتنة، قادتها وعلوجها" (¬٣).
---------------
(¬١) هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك العنسي، أبو اليقظان مولى بني مخزوم، صحابي جليل، مشهور من السابقين الأولين، بدري قتل مع علي بصفين سنة (٣٧ هـ)، الإصابة (٤/ ٥٧٥)، التقريب (٤٨٣٦).
(¬٢) إسناده منقطع فإن الأسود لم يدرك عمارا، وبينهما راو ذكره غير المصنف، والأثر صحيح بطرقه، الهم والحزن (٤٤) رقم (٣٤)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ٢٥٦) عن الأسود عن أبي نوفل، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١/ ٢٠٨) رقم (٢٧٤) مثله، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٤٢) بإسناد حسن عن الأسود عن خالد ابن سمير، ورجاله ثقات كلهم غير خالد هذا، وهو صدوق يهم قليلا، التقريب (١٦٥٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٣/ ٤٥٦ - ٤٥٧) وتعقب المصنف بقوله: "كذا قال وقد أسقط منها أبو نوفل بن أبي عقرب" ثم ذكر طريقه، وذكره الذهبي في السير (١/ ٤٢٤) وفيهما تتمة: "ثم عرضت له فتنة عظيمة"، وأصل استعاذة عمار من الفتن في صحيح البخاري رقم (٢٦٥٧).
(¬٣) إسناده لين؛ والأثر حسن، فيه هشام وهو ابن حسان، متكلم في روايته عن الحسن =

الصفحة 1077