كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

المطلب الأول: الآثار الواردة في تكفيرهم لخيار المسلمين.

٩٥٩ - حدثني أبي رحمه اللَّه، عن هشام بن محمد قال: حدثني رجل من النخع، عن صالح بن ميثم قال: "بينا عليّ بن أبي طالب قبل تلك الليلة بليلة يوقظ الناس للفجر، إذ أتاه ابن ملجم (¬١) بصحيفة ملفوفة، يدعوه فيها أو ينابذه، ففتحها عليّ فلم ينظر فيها، فأمسكها حتى صلى، ثم فتحها فإذا فيها: أدعوك إلى التوبة من الشرك وأنابذك (¬٢) وإن اللَّه لا يهدي كيد الخائنين، فقال عليّ: من صاحب هذه الصحيفة؟ فلم يكلّمه أحد، فبصق عليها فمحاها، ثم رمى بها، وقال: عليه لعنة اللَّه" (¬٣).
---------------
(¬١) هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي، كان عبادا قانتا للَّه لكنه ختم له بشر فقتل أمير المؤمنين عليا -رضي اللَّه عنه- متقربا إلى اللَّه بدمه بزعمه، فقطعت أربعته، ولسانه، وسملت عيناه، ثم أحرق، نسأل اللَّه العفو والعافية، لسان الميزان (٣/ ٤٣٩)، والإصابة (٥/ ١٠٩).
(¬٢) كذا ولعلها: أو أنابذك، كما سبق في السياق.
(¬٣) إسناده ضعيف جدا؛ لكن معناه صحيح كما سيأتي في الآثار المقبلة، فيه هشام بن محمد وقد سبق مرارا، وجهالة الرجل النخعي المبهم، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- (٣٥) رقم (٢١).

الصفحة 1081