كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

٩٦١ - حدثنا سعيد بن يحيى قال: نا عبد اللَّه بن سعيد الأموي، عن زياد بن عبد اللَّه البكّائي، عن عوانة بن الحكم الكلبي قال: فحدثني مزاحم بن زفر التيمي، عن وجيه (¬١): "أن ابن ملجم كان يجلس في قومه من صلاة الغداة إلى ارتفاع النهار، والقوم يهضبون (¬٢)، وهو لا يتكلّم بكلمة، وبلغني أنه كان يوما جالسا في السّوق متقلِّدا السيف، فمرّت به جنازة فيها المسلمون والقسِّيسون فقال: ويلكم ما هذا؟ قالوا: أبجر بن [جابر، أبو (¬٣) حجار العجلي، وابنه سيد بكر بن وائل، فاتّبعه المسلمون لمكان ابنه، وتبعه النصارى لنصرانيته، فقال ابن ملجم: أما واللَّه لولا أني أستبقي نفسي لأمر هو أعظم من هذا أجرا عند اللَّه، لاستعرضته بالسيف" (¬٤).
---------------
= حجر في التلخيص الحبير (٤/ ٤٧): "قصة قتله لعلي وسببها؛ فقد رواها الحاكم في المستدرك في ترجمة علي بإسناد فيه انقطاع، وهي مشهورة بين أهل التاريخ وساقه ابن عبد البر في الاستيعاب مطولا"، وانظر تاريخ الطبري (٣/ ١٥٥)، والبداية والنهاية (٧/ ٣٢٧).
(¬١) لم أستطع تحديد المراد به.
(¬٢) هضب في الحديث أفاض فيه كما في القاموس (١/ ١٨٤).
(¬٣) قال المحقق: الزيادة لازمة من مصادر الخبر، لأن الجنازة لأبجر بن جابر العجلي، وكان نصرانيا، وابنه حجار بن أبجر العجلي سيد بكر بن وائل يمشي مع الناس ومعه شقيق بن ثور وغير من المسلمين والنصارى.
(¬٤) إسناده حسن كسابقه كأنه تتمة له واللَّه أعلم، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- (٣٣ - ٣٤) رقم (١٩)، والطبراني في الكبير (١/ ١٠٢)، وانظر ما قاله من الشعر في تاريخ الطبري (٥/ ١٤٦).

الصفحة 1083