كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

وقال: ما كان أغرّه باللَّه" (¬١).

٩٦٥ - أخبرني العباس بن هشام، عن أبيه، عن عوانة بن الحكم قال: قال عبد الملك بن مروان لجلسائه: "من كان أشجع العرب؟ فقالوا: عمير -شبث- فعدوا فرسانا من فرسان العرب، فقال عبد الملك: أشجع العرب رجل جمع بين سكينة وعائشة، وأمه أحمد بنت سيّد كلب، ولي العراق فأصاب ألف ألفٍ وألف ألفٍ، فخذله أهل العراق، وعرضنا عليه الأمان فأبى أن يقبله ومضى حتى قتل، مصعب بن الزبير، لا من قطع الجسور هاهنا مرة، وهاهنا مرة (¬٢)، ثم قال: متى تغدو حواضن قريش مثل مصعب" (¬٣).
---------------
(¬١) فيه راشد أبو يحيى لعله راشد بن يحيى المعافري انظر تعجيل المنفعة (١٢٣)، وأما عصام بن زيد المزيني فهو مقبول، التقريب (٤٦١٣) لكن ذكر البخاري في الأدب المفرد (٢٢٤) أن عبد الرحمن بن شيبة أثنى عليه خيرا، مجابو الدعوة (١١٧) رقم (٩٣)، ومن طريقه اللالكائي في كرامات الأولياء (٩/ ٢٣٢) رقم (١٦٦)، وذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/ ٣٦٨).
(¬٢) فيه إشارة إلى أن ما يقوم به بعض الجهلة من الخارجين على الحكام في زمننا هذا من قطع الطريق، والسطو على الضعفة، والعمل في الظلام ليس من شيم العرب، ولا من عمل الأبطال، ناهيك عن حكم الشرع فيه، فلا يغترن أحد من شقشقتهم بأن فلانا بطل ورجل! يغرّون به صغار العقول وحدثاء الأسنان والغوغاء من الناس، ولذلك تجدهم سرعان ما ينهارون ويضعفون بل ويتخلّون عن أبسط مبادئهم عند القبض عليهم وتعرضهم لأدنى محنة وابتلاء واللَّه المستعان على تقلبات الزمان.
(¬٣) إسناده ضعيف جدا؛ فيه العباس وأبوه الكلبي وقد سبقا مرارا، مكارم الأخلاق (٤٥ - ٤٦) =

الصفحة 1086