كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

باينوا به جميع الأمة الإسلامية، قال شيخ الإسلام: "الخوارج أيضًا باينوا جميع المذاهب فيما اختصوا به من التكفير بالذنوب، ومن تكفير على -رضي اللَّه عنه-. . . وأمثال ذلك" (¬١)، ثم نقل قول الأشعري: "أجمعت الخوارج على إكفار علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- إذ حكم، وهم مختلفون هل كفره شرك أم لا؟ قال: وأجمعوا على أن كل كبيرة كفر إلا النجدات؛ فإنها لا تقول بذلك، وأجمعوا على أن اللَّه يعذب أصحاب الكبائر عذابا دائما إلا النجدات أصحاب نجدة" (¬٢)، وقال: "الخوارج هم أول من كفر المسلمين، يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله، وهذه حال أهل البدع، يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها، وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة، ويطيعون اللَّه ورسوله، فيتبعون الحق ويرحمون الخلق" (¬٣).
وليس المقصود أن فرقة الخوارج فقط هم الموسومون بهذه الصفات، فضلا أن يكون المقصود الخوارج الذين قاتلهم عليٌّ -رضي اللَّه عنه-، بل كل من كفّر المسلمين وقاتلهم وخرج على إمامهم فله من هذا نصيب، قال شيخ الإسلام: "هؤلاء أصل ضلالهم اعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل، وأنهم ضالون، وهذا مأخذ الخارجين عن السنة من الرافضة ونحوهم، ثم يعدون ما يرون أنه ظلم عندهم كفرا، ثم يرتبون
---------------
(¬١) منهاج السنة (٣/ ٤٦٠).
(¬٢) مقالات الإسلاميين (١/ ٨٦).
(¬٣) مجموع الفتاوى (٣/ ٢٧٩).

الصفحة 1088