كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

على الكفر أحكاما ابتدعوها، فهذه ثلاث مقامات للمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم في كل مقام تركوا بعض أصول دين الإسلام" (¬١)، ولهذا فقد تكون بعض الفرق أسوأ من الخوارج وتشملها النصوص الواردة في الخوارج كما قال شيخ الإسلام لما تكلم عن الرافضة: "إنهم خارجون عن الطاعة والجماعة، يقتلون المؤمن والمعاهد، لا يرون لأحد من ولاة المسلمين طاعة، سواء كان عدلا أو فاسقا، إلا لمن لا وجود له، وهم يقاتلون لعصبية شر من عصبية ذوى الأنساب، وهي العصبية للدين الفاسد؛ فإن في قلوبهم من الغل والغيظ على كبار المسلمين وصغارهم وصالحيهم وغير صالحيهم ما ليس في قلب أحد، وأعظم عبادتهم عندهم لعن المسلمين من أولياء اللَّه، مستقدمهم ومستأخرهم، وأمثلهم عندهم (¬٢) الذي لا يلعن ولا يستغفر. . . أعظم أصولهم عندهم التكفير واللعن والسب لخيار ولاة الأمور؛ كالخلفاء الراشدين، والعلماء المسلمين، ومشايخهم لاعتقادهم أن كل من لم يؤمن بالإمام المعصوم الذي لا وجود له فما آمن. . . وإنما كان هؤلاء شرا من الخوارج الحرورية وغيرهم من أهل الأهواء لاشتمال مذاهبهم على شر مما اشتملت عليه مذاهب الخوارج" (¬٣).
---------------
(¬١) مجموع الفتاوى (٢/ ٤١٧)، وانظر فتح الباري (١٢/ ٣٠٠).
(¬٢) كذا في المطبوع ولعله سقط حرف (الذي) فيصير المعنى: "وأمثل الذي عندهم"، أو: "أمثل من عندهم" واللَّه أعلم.
(¬٣) مجموع الفتاوى (٢٨/ ٤٨٧ - ٤٨٩).

الصفحة 1089