كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 3)

٩٦٨ - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير قال: كان النخعي يقول: "يا أيها الناس إن الدنيا جعلت قليلا، ولم يبق من القليل إلا قليل" (¬١).

٩٦٩ - حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا شعبة، عن أبي قيس قال: سمعت هزيل بن شرحبيل يحدّث عن عبد اللَّه بن مسعود قال: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس: من لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، يتهارجون كما تتهارج البهائم في الطريق، تمرّ المرأة بالرجل في الطريق فيقضي حاجته منها، ثم يرجع إلى أصحابه، فيضحك إليهم ويضحكون إليه، كرجراجة (¬٢) الماء الخبيث الذي لا يطعم" (¬٣).
---------------
= وكذا أحمد في الزهد (٣٦٧)، كلاهما عن يزيد بن معاوية النخعي، وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ١٠٠٦) من قول ميمون بن مهران، والأثر ورد الجزء الأخير منه مرفوعا في صحيح البخاري (٦/ ١٩ أفتح).
(¬١) إسناده صحيح، قصر الأمل (١٢٤) رقم (١٨١).
(¬٢) قال ابن الأثير: "الرِّجْرِجةُ -بكسر الرَّائين- بَقِية المْاء الكَدِرة في الحَوض، المُخْتَلِطةُ بالطّين، فلا يُنتَفعِ بها، قال أبو عبيد: الحديث يُروى كرِجْرَاجَة الماء، والمعرُوفُ في الكلام رِجْرِجَة، وقال الزمخشري: الرِّجْرَاجة: هي المرأةُ الَّتي يَتَرجْرَج كَفَلُها، وكَتِيبَة رَجْراجَة: تَموج من كَثْرتها، فكأنه -إن صَحَّت الرِّوَاية- قَصَد الرِّجْرجة، فجاء بوصفها؛ لأنها طينة رقيقَةٌ تَترَجْرَجُ" النهاية في غريب الحديث (٢/ ٤٨٩).
(¬٣) إسناده حسن، أبو قيس هو عبد الرحمن بن ثروان صدوق ربما خالف التقريب (٣٨٤٧)، العقوبات (٢٠٣ - ٢٠٤) رقم (٣١٨)، والطبراني في الكبير (٩/ ١١٣) رقم (٨٥٨٥ - ٨٥٨٦)، وأورده كل من أبي عبيدة (٤/ ٧٧)، وابن الأثير =

الصفحة 1108