كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 3)
شابور، وعن أبي قزعة رجل من أهل البصرة (¬١) أو عن غيره، قال: "مررنا ببعض المياه التي بيننا وبين البصرة، فسمعنا نهيق حمار، فقلنا لهم: ما هذا النهيق؟ قالوا: هذا رجل كان عندنا، فكانت أمه تكلّمه بالشيء، فيقول: انهقي نهيقك، قال غير إسحاق: فكانت أمه تقول: جعلك اللَّه حمارا، فلما مات، نسمع هذا النهيق عند قبره كل ليلة" (¬٢).
٩٧٥ - حدثني سويد بن سعيد قال حدثنا الحكم بن سنان عن عمرو ابن دينار (¬٣) قال: "كان رجل من أهل المدينة له أخت في باحة المدينة، فهلكت وأتى السوق يجهزها ولقيه رجل معه كيس فيه دنانير، فجعلته في حجرته (¬٤)، فلما دفنها ورجع إلى منزله ذكر الكيس في القبر فاستعان برجل من أصحابه فنبشا فوجدا الكيس، فقال الرجل لصاحبه: تنحى حتى. . . على الرجال (¬٥) أختي فرفع ما على اللحد، وإذا القبر يشتعل نارا،
---------------
(¬١) هو سويد بن حُجَير الباهلي، أبو قزعة البصري، ثقة، قال أبو داود: لم يسمع من عمران بن حصين، التقريب (٢٦٨٨)، ثقة ثبت، انظر العلل لأحمد (٣/ ٤٧٥).
(¬٢) إسناده صحيح، مجابو الدعوة (٨٤) رقم (٤٨)، من عاش بعد الموت (٣٠ - ٣١) رقم (٢٥ - ٢٧)، والمروزي في البر والصلة رقم (١٠٧)، وذكره ابن القيم في الروح (١/ ٣١٩) نقلا عن المصنف من كتاب القبور.
(¬٣) هو عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم، الجمحي مولاهم، ثقة ثبت، مات سنة (١٢٦ هـ)، التقريب (٥٠٢٤).
(¬٤) في طبعة الجابي: "فجعله في حجزته".
(¬٥) في طبعة الجابي: "تنحَّ حتى انظر على أي حال أختي".