كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 3)

المبحث الثاني: الآثار الواردة في استمرارية عذاب القبر.

٩٨٤ - دثنا إسحاق بن إسماعيل، دثنا سفيان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: {يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (¬١) قال: تكون للكافر والمؤمن، فلما أصابتهم النفخة قال الكافر: {يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} ويقول المؤمن: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ} قال سفيان: هذا موصول مفصول (¬٢) " (¬٣).

٩٨٥ - دثنا عمار بن نصر المروذي، دثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد ابن بشير قال: أرني قتادة: "إنه لا يفتّر عن أهل القبور عذاب القبر إلا فيما بين نفخة الصعق ونفخة البعث، فلذلك يقول الكافر حين يبعث: {يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} يعني تلك الفترة، فيقول المؤمن: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ
---------------
(¬١) سورة يس، الآية (٥٢).
(¬٢) في نسخة مجدي السيد: "مفضول" وهو لا يناسب المعنى، والتصويب من نسخة المباركفوري.
(¬٣) إسناده صحيح، والظاهر أن المراد بسفيان هو ابن حبيب البصري ثقة التقريب (٢٤٤٩) لأنه أعلم الناس بحديث سعيد كما في ترجمته من تهذيب الكمال (٣/ ٢١٣)، الأهوال (١١٥) رقم (٨٥)، وأخرجه بنحوه ابن جرير في تفسيره (٢٣/ ١٧)، وذكره السيوطي في الدر (٧/ ٦٣) ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، وليس عند الجميع تعليق سفيان بقوله: "هذا موصول مفصول".

الصفحة 1127