كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 3)

١٠١٣ - دثني حمزة بن العباس، أرنا عبد اللَّه بن عثمان، أرنا ابن المبارك، أرنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء قال: "يرسل ريح فيها صر بارد زمهرير، فلا تذر على الأرض مؤمنا إلا لفت بتلك الريح، ثم تقوم الساعة على الناس، قال: ثم يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه، فلا يبقى خلق في السماء والأرض إلا مات، ثم يكون بين النفختين ما شاء اللَّه أن يكون. . ." (¬١).

التحليل والتعليق
تضمنت الآثار السابقة إثبات النفخ في الصور، والتصريح أنهما نفختان، وإلى المكان الذي تحصل فيه النفختان، وأن الشهداء مستثون من
---------------
= يظهر منه إلا ما أثبته، وقد روى ابن جرير الأثر السابق من طريق آخر عن سعيد عن قتادة أنه قال في تفسير الآية: "كنا نحدث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة، وهي أوسط الأرض. . ." ولا يستبعد أن يكون المطموس هو هذا الأثر واللَّه أعلم".
(¬١) إسناده صحيح إلى أبي الزعراء وقد تقدم (١٠٠٢)، والأثر لا يصح عن ابن مسعود، الأهوال (١١١) رقم (٨٠)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٥٩٨ - ٦٠٠) مطولا عن أبي الزعراء عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" واستدرك عليه الذهبي بقوله: "ما احتجا بأبي الزعراء"، قال الشيخ الألباني رحمه اللَّه في تحقيقه لشرح العقيدة الطحاوية (٤١٠): "وفاته أنه منقطع"، وابن جرير في تفسيره (٢٢/ ١١٩)، ونعيم بن حماد في الفتن (٢/ ٥٩٥)، والطبراني في الكبير (٩/ ٣٥٤ - ٣٥٦) رقم (٩٧٦١)، جميعهم عن أبي الزعراء عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- وقال ابن حجر في الفتح (١١/ ٣٧٠): "رواته ثقات إلا أنه موقوف" وقال الهيثمي: "رواه الطبراني وهو موقوف مخالف للحديث الصحيح وقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنا شافع" وهذه الفقرة لم تذكر هنا، وصح عند مسلم (٤/ ٢٢٧٠): "كما ينبت البقل".

الصفحة 1151