كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 1)

المسألة الخامسة: الآثار الواردة في الطيرة.

٣٨٥ - حدثني محمد بن عمار الأسدي، نا مالك بن إسماعيل، نا مسلمة بن جعفر، عن عمرو بن عامر البجلي، عن وهب بن منبّه قال: "ثلاث من مناقب الكفر: الغفلة عن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وحب الدنيا، والطيرة" (¬١).

التحليل والتعليق
تضمن أثر وهب بن منبه أن الطيرة من مناقب الكفر، والظاهر أن مراده مناقب الكفر أي من طريقه فقد ورد تفسير المنقبة بأنها الطريق الضيق بين دارين (¬٢)، فكأن ما ذكره كعب -رضي اللَّه عنه- من الطرق المؤدية إلى الكفر، وهي طريق بين الإيمان والكفر، من سلكها أو شك أن يقع في الكفر، ولا شك في كون الطيرة شركا وقد سبق قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "الطيرة شرك، الطيرة شرك" قال ابن القيم: "الطيرة نوع من الشرك" (¬٣)، وقد بيَّن الشيخ عبد الرحمن بن حسن أن: "التطير هو التشاؤم بالشيء المرئي أو المسموع، فإذا استعملها الإنسان فرجع بها عن سفره، وامتنع بها عما عزم
---------------
(¬١) إسناده فيه شيخ المصنف لم أعرفه، ولعله محمد بن عمر بن هياج وهو صدوق، ذم الدنيا (١٤٩ - ١٥٠) رقم (٤٦١)، وأبو نعيم في الحلية (١٠/ ٤٧) بسياق أطول، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٣/ ٣٨٩)، وذكره الذهبي في السير (١١/ ٥٤٥) من قول النخشبي.
(¬٢) لسان العرب (١٤/ ٢٥٠).
(¬٣) مفتاح دار السعادة (٣/ ٢٨١).

الصفحة 479