كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 1)
بهائه وملكه، ومجنبته اليسرى جهنم، فيسمعون زفيرها وشهيقها فيندّون فلا يأتون قطرا من أقطارها إلا وجدوا صفا من الملائكة قياما، فذلك قوله: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} (¬١)، والسلطان العذر، وذلك قوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (¬٢)، {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} (¬٣)، يعني بأرجائها ما تشقّق منها، فبينا هم كذلك إذ سمعوا الصوت فأقبلوا للحساب" (¬٤).
٤٠٥ - قال عمار بن نصر، دثنا الوليد بن مسلم، دثنا سعيد بن بشمير، دنا القاسم بن الوليد الهمداني، أن سعيد بن جبير حدثه، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قال: "يحشر الجن والإنس إلى صُقْع (¬٥) من الأرض، فيأخذون
---------------
(¬١) سورة الرحمن، الآية (٣٢).
(¬٢) سورة الفجر، الآية (٢٢).
(¬٣) سورة الحاقة، الآية (١٦ - ١٧).
(¬٤) إسناده ضعيف جدا، فيه جويبر وسيأتي (١٠٩١) لكن الأثر حسن من طريق أخرى ستأتي، الأهوال (١٧٣ - ١٧٤) رقم (١٦٠)، وابن المبارك في الزهد (١٠٣) رقم (٣٥٤)، والطبري في تفسيره (٢٤/ ٦١) و (٢٧/ ١٣٧) و (٢٩/ ٥٧) و (٣٠/ ١٧٦)، بإسناد حسن فيه الأجلح وهو صدوق، التقريب (٢٨٧)، وذكره مختصرا ابن رجب في التخويف من النار (٨٦).
(¬٥) الصُّقع من الأرض -بالضم- هو الناحية منها، مختار الصحاح (٣٧٥).