كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 1)

مقامهم منها، ثم ينزل اللَّه سبطا (¬١) من الملائكة، فيطيفون بالجن والإنس، أي يحدّقون بهم، ثم ينزل سبطا من الملائكة يطيفون بالملائكة، وبالجن والإنس، ثم ينزل سبطا ثالثا، ورابعا، وخامسا، وسادسا، وينزل اللَّه تعالى في السبط السابع مجنبتاه (¬٢) جهنم، فإذا رأوه الخلائق، فيقول: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦)} (¬٣)، {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (٣٣)} (¬٤) " (¬٥).

التحليل والتعليق
تضمن أثرا ابن عباس -رضي اللَّه عنه- والضحاك إثبات النزول والمجيء للَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، والآية التي فسرها الضحاك من أقوى الأدلة على إثبات هذه الصفة، قال الإمام القصاب رحمه اللَّه: "هي حجة خانقة لهم، شديدة عليهم" (¬٦)، وقد أوضح ابن القيم وجه ذلك في معرض بيان أوجه إثبات صفة النزول
---------------
(¬١) السبط يأتي بمعنى الأمة من الأمم، لسان العرب (٧/ ٣٠٨).
(¬٢) في الأصل: مجتنباه، وفي طبعة المباركفوري: "مجنبتاه" -كما أثبته- وهو الأليق.
(¬٣) سورة الصافات، الآيات (٢٤ - ٢٦).
(¬٤) سورة الرحمن، آية (٣٣).
(¬٥) إسناده ضعيف، فيه سعيد بن بشير وهو الشامى وسيأتي (١٠١٢)، الأهوال (١٧٩) رقم (١٧٠).
(¬٦) نكت البيان (٣/ ٥٠٤).

الصفحة 503