كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

ليقتل ومعه أبواه يبكيان، التفت إليهما فقال:
أبلياني اليوم صبرا منكما ... إنَّ حزنا منكما بادٍ لشرّ
لا أدرى ذا الموتَ إلا هيّنًا ... إن بعد الموت دار المستقرّ
اصبرا اليوم فإني صابر ... كلّ حَيٍّ لفَنَاء وقَدَرْ (¬١)

٤٤٤ - أنشدني أبي رحمه اللَّه:
إذا المرء لم يطلب معاشا ولم ... يتحاش من طول الجلوس
جفاه الأقربون وصار كلًّا ... على الإخوان كالثوب اللّبيس
وما الأرزاق عن جلَدٍ ولكن ... بما قدر المقدِّر للنفوس (¬٢)

٤٤٥ - حدثني أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: "كتب سليمان بن حبيب المهلبي إلى الخليل بن أحمد (¬٣) وولي
---------------
= معاوية، فحبسه سعيد بن العاص وهو على المدينة خمس سنين أو ستا، إلى أن بلغ المسور بن زيادة وكان صغيرا فقتله بأبيه، معجم الشعراء (٤٦٠).
(¬١) إسناده حسن، والد المصنف في درجة الصدوق كما سبق (٣٤٤)، المحتضرين (١٩٠) رقم (٢٦٦)، والأصبهاني في الأغاني (١٠/ ٢٧٢) وعجز البيت الأخير عنده: "كل حي لقضاء وقدر"، وذكر ابن حجر في الإصابة أن قصة هدبة مشهورة مذكورة في كامل المبرد وغيره.
(¬٢) إسناده حسن، والد المصنف في درجة الصدوق كما سبق (٣٤٤)، إصلاح المال (٢٥٧) رقم (٢٣٨)، الإشراف في منازل الأشراف رقم (٢٨٣) وفيه زيادة بيتين.
(¬٣) هو الخليل بن أحمد الأزدي الفراهيدي، أبو عبد الرحمن البصري اللغوي، صاحب العروض والنحو، صدوق عالم عابد، مات بعد الستين وقيل سنة سبعين أو بعده، التقريب (١٧٥٠).

الصفحة 562