كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

الأهواز (¬١) يدعوه، فأبى أن يأتيه وكتب إليه:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة غنى وفي ... غير أني لست ذال مال
شخّا بنفسي إني لا أرى أحدا ... يموت هزلا ولا يبقى على حال

٤٤٦ - قال أبو بكر: وزادني غيره:
الرزق عن قدر، لا الضعف ينقصه ... ولا يزيدك فيه حول محتال (¬٢)

٤٤٧ - حدثني على بن الحسن بن موسى، قال: حدثني زكريا بن أبي خالد، قال: "كان ابن عباس -رضي اللَّه عنه- يتمثل بهذين البيتين:
إن المقادير لا تناولها الأوهام ... لطفا ولا تراها العيون
وسيجري عليك ما قدر اللَّه ... ويأتيك رزقك المضمون (¬٣)
---------------
(¬١) أصل الكلمة أحواز قلبت الماء هاء لكثرة استعمال الفرس لها كذلك، ثم أخذها العرب منهم واستقرت كذلك، وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان، وهي مواضع يقال لكل واحد منها خوز كذا، معجم البلدان (١/ ٢٨٤).
(¬٢) إسناده صحيح، القناعة والتعفف (٥٤) رقم (١١٢)، والمزي في تهذيب الكمال (٢/ ٤٠٠) مختصرا وفيه أنه القى كسرا بين يدي رسوله ثم قال الأبيات، وابن الجوزي في المنتظم (٧/ ٢٨٠) وفيه أن الأمير هو سليمان بن علي الهاشمي، وعلق بقوله: "وقد روي لنا أن الذي بعث إليه سليمان بن حبيب المهلبي، بعث إليه من أرض السند الخليل بالبصرة، وهذا أليق بالصحة، وقيل من أرض الأهواز، ثم آل الأمر إلى أن صار وكيلا ليزيد بن حاتم المهلبي، وكان يجري عليه في كل شهر مائتي درهم"، وابن خلكان في وفيات الأعيان (٢/ ٢٤٦) وهو أتم سياقا وفيه تتمة للقصة والأبيات، وورد نفس الخبر في التدوين في أخبار قزوين (٣/ ٣٩١) منسوبا إلى الأخفش.
(¬٣) إسناده ضعيف؛ فإن زكريا بن أبي خالد لم أجد له ترجمة، وورد هذا الاسم يروي عن ابن المبارك في تاريخ دمشق (٣٢/ ٤٦٤)، ومحمد بن عيسى الطباع في أخبار المدينة لابن شبة (١/ ٢١٥، ٣٦٢)، وهذا ظاهر الانقطاع إن كان هو. =

الصفحة 563