كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

٤٤٨ - حدثني الحسن بن عبد الرحمن، عن عصمة بن سليمان الخزاز، قال: حدثنا جعفر بن أبي شعيب الكندي (¬١) قال: "كان لرجل من أهل البصرة له جِدَةٌ وعطايا ومعروف، فأصابه ريب الزمان فاجتاح ماله، فأراد أن يضرب في الأرض لتغي من فضل اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، فقالت بنيّة له في ذلك قولا حكاه عنها في شعر له فقال:
تقول ابنتي والسير قد جدّ جدّه ... -وقد حصرتني بغتة- ورحيل
لعل المنايا في ارتحالك تنذري ... بنفسك قوما أو تغولك غول
فتتركني أدعى يتيمة بعد ما تبين ... وعزي يوم ذاك ذليل
أفي طلب الدنيا وربك للَّذِي ... تحاول منها والشخوص كفيل
أليس ضعيف القوم يأتيه رزقه ... يساق إليه والبلاء محول
ويحرم جمع المال من لم تزل له ... بكل بلاد رحلة وحلول
فلو كنت في طود (¬٢) على رأس هضبة ... لها لجف فيه الوعول تقيل
مصدّعة لا يستطاع ارتقاؤها ... وليس إلى منها النزول سبيل
إذًا لأتاك الرزق يحدوه سائق ... حثيث ويهديه إليك دليل (¬٣)
---------------
= في المطبوع جعل هذا الأثر تابعا للذي قبله من قول أبي أسيد، والتصحيح من المخطوط (ل ١١٦ أ).
(¬١) لم أجد له ترجمة.
(¬٢) الطود هو الجبل العظيم، مختار الصحاح (٤٠٣).
(¬٣) فيه راوي القصة الكندي لم أجده، القناعة والتعفف (٥٢) رقم (١٠٣)، ووقعت القصة في العزلة والانفراد للخطابي (١٢٤) بأسلوب آخر تماما.

الصفحة 564