كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)

المبحث الخامس: الآثار الواردة في الهداية والضلال.

٤٧٣ - حدثني محمد قال: حدثنا شعيب بن محرز قال: حدثنا صالح المري قال: سمعت يزيد الرقاشي يقول: "بلغنا أن عامر بن عبد اللَّه لما احتضر بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: هذا الموت غاية الساعين، وإنا للَّه وإنا إليه راجعون، واللَّه ما أبكي جزعا من الموت، ولكن أبكي على حرّ النهار وبرد الليل، وإني أستعين باللَّه على مصرعي هذا بين يديه" (¬١).

٤٧٤ - أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، أنا علي بن بزيع الهلالي، عن أبي حمزة الهجيمي قال: قال عامر بن عبد قيس: "إلهي خلقتني ولم تؤمرني في خلقي، وتميتني ولا تلمني، وخلقت معي عدوًّا وجعلته يجري مني مجرى الدم، وجعلته يراني ولا أراه، ثم قلت لي: استمسك، إلهي، كيف أستمسك إن لم تمسكني؟ إلهى في الدنيا الغموم والأحزان، وفي الآخرة العقاب والحساب، فأين الراحة والفرح" (¬٢).

٤٧٥ - نا محمد بن أبي عمر المكي، وأحمد بن إبراهيم، عن عبد اللَّه
---------------
(¬١) إسناده ضعيف منقطع، فيه صالح المري وقد سبق (١٧٤) ويزيد يرويه بلاغا، المحتضرين (١٤٠) رقم (١٧٧)، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٤١٤) رقم (٣٩٢٤)، وكذا ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٦/ ٣٩).
(¬٢) إسناده لين؛ شيخ المصنف ذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٦٤) وقال: "يروي عن أبي حمزة الهجيمي عن عامر بن عبد قيس الحكايات"، الهم والحزن (٧٠) رقم (٩٥)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٨٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٦/ ٣٧).

الصفحة 596