كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)
قال: حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق (¬١) قال: "كان رجل بالبادية له كلب وحمار وديك، فالديك يوقظه للصلاة، والحمار ينقلون عليه الماء، والكلب يحرسهم، قال: فجاء الثعلب فأخذ الديك، فحزنوا لذهاب الديك، وكان الرجل صالحا، فقال: عسى أن يكون خيرا، ثم مكثوا ما شاء اللَّه، ثم جاء ذئب فخرق بطن الحمار فقتله، فحزنوا لذهاب الحمار، فقال الرجل الصالح: عسى أن يكون خيرا، ثم مكثوا ما شاء اللَّه بعد ذلك، ثم أصيب الكلب، فقال الرجل الصالح: عسى أن يكون خيرا، ثم مكثوا بعد ذلك ما شاء اللَّه، فأصبحوا ذات يوم فنظروا فإذا قد سبي من حولهم، وبقوا هم، قال: وإنما أخذوا أولئك بما كان عندهم من الصوت والجلبة، ولم يكن عند أولئك شيء يجدب، قد ذهب كلبهم وحمارهم وديكهم" (¬٢).
٥٠٩ - حدثني الحسن بن عبد العزيز، عن ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب قال: "اجتمع مالك بن دينار ومحمد بن واسع، فتذاكرا العيش، فقال مالك: ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلة يعيش فيها، وقال محمد: طوبى لمن وجد غداء ولم يجد عشاء، ووجد عشاء ولم يجد غداء،
---------------
(¬١) هو مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، أبو عائشة الكوفي، ثقة فقيه، عابد مخضرم، مات سنة (٦٢ هـ) ويقال التي بعدها، التقريب (٦٦٠١).
(¬٢) إسناده صحيح، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (٣٨ - ٣٩) رقم (٢٨)، وابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ١٤٩) رقم (٣٤٨٧٧).