كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)
تبتئس لي بما ترى، أرأيت إذا كان ما ترى مجازاة بذنوب قد مضت، وأنا أرجو عفو اللَّه على ما بقي؛ فإنه قال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠)} (¬١) " (¬٢).
٥٣٦ - حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال: حدثنا يعلى بن الحارث المحاربي قال: حدثنا أبي، عن سليمان بن حبيب قال: "لما مات عبد الملك ابن عمر بن عبد العزيز دخل عليه هشام بن الغاز (¬٣) فعزّاه، فقال عمر: وأنا أعوذ باللَّه أن يكون لي محبة في شيء من الأمور يخالف محبّة اللَّه، فإن ذلك لا يصلح لي في بلائه عندي وإحسانه إليّ" (¬٤).
٥٣٧ - حدثني هاشم بن قاسم قال: حدثنا إسحاق بن عباد بن موسى، عن أبي على الرازي قال: "صحبت فضيل بن عياض ثلاثين سنة، ما رأيته ضاحكا، ولا متبسّما، إلا يوم مات عليّ ابنه، فقلت له في ذلك،
---------------
(¬١) سورة الشورى، الآية (٣٠).
(¬٢) إسناده صحيح، وانظر ما قبل، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (٦٤) رقم (٦١) وانظر رقم (٦٢)، وابن أبي حاتم في التفسير -جمع المحقق- (١٠/ ٣٢٧٨)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٤٤٥ - ٤٤٦) دون قوله: "إن أحبه إلي أحبه إلى اللَّه" وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
(¬٣) هو ابن ربيعة الجرشي، ثقة الدمشقي نزيل بغداد، ثقة من كبار السابعة، التقريب (٧٣٥٥).
(¬٤) فيه الحارث بن حرب لم أعرفه، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (٧٦) رقم (٨٢)، وينظر الذي بعده وهم بسياق أتم منه.