كتاب الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا (اسم الجزء: 2)
المطلب الخامس: الآثار الواردة في علاقة الرضا بالمعرفة.
٥٥٥ - حدثني محمد بن إسحاق قال: "قيل لبعض العلماء: بم يبلغ أهل الرضى الرضا؟ قال: بالمعرفة، وإنما الرضا غصن من أغصان المعرفة" (¬١).
٥٥٦ - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا داود بن المحبر، قال: ثنا صالح المري، عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد: "كان لنا جار، وكان أثر الفاقة والسكينة عليه، فقلت له: لو عالجت شيئًا، لو طلبت شيئًا؟ قال: يا أبا الجلد، وأنت تقول هذا؟ من عرف ربّه فلم يستغن فلا أغناه اللَّه" (¬٢).
٥٥٧ - حدثني أبو محمد القاسم بن هاشم البزاز، عن محمد بن عبد اللَّه الحذاء، قال سمعت أبا عبد الرحمن العمري: "كنت جنينا في بطن أمي وكان يؤتى برزقي حتى يوضع في فمي، حتى إذا كبرت وعرفت ربي ساء ظني، فأي عبد أشر مني" (¬٣).
٥٥٨ - حدثني إبراهيم بن الحسين، قال: قال لي رجل من أصحابنا: "ضاعت نفقتي مرة وأنا في بعض الثغور، فأصابتني حاجة شديدة، فإني في
---------------
(¬١) إسناده صحيح، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (٨٨) رقم (١٠٢).
(¬٢) إسناده ضعيف جدًّا، فيه داود بن المحبر وسيأتي (١٠٠٣)، القناعة والتعفف (٤٥) رقم (٨١).
(¬٣) إسناده صحيح، القناعة والتعفف (٥٥) رقم (١١٦)، وذكره في فيض القدير عن عيسى بن آدم بلفظ آخر بمعناه.