كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (اسم الجزء: 1)
وعن أبي موسى (¬1) - رضي الله عنه -: "الحاجُّ يشفَعُ في أربعمائة من أهْلِ بيتِه، ويُبَاركُ في أربعين بعيرًا من أمَهات البَعير الذي حمله، ويخرج من ذُنُوبه كيومِ وَلَدَتْه أمُّهُ". ذكره ابن جماعة (¬2).
قال أبو محمد عبد الحق: وذكر عبد الرزاق: أن رجلًا قال لأبي موسى - رضي الله عنه -: يا أبا موسى، إِني كنت أعالج الحجَّ (¬3)، وقد ضعفت وكبرت فهل من شيء يَعْدل الحج؟ فقال: هل تستطيع أن تعتق سبعين رقبة من ولد (¬4) إِسماعيل؟ وأما الحل والرحيل فلا أعلم له عدلًا (¬5).
وقال سعيد بن جبير: ما أتى هذا البيت طالب حاجة قط دنيا ولا آخرة إِلا
¬__________
(¬1) عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري، المشتهر بأبي موسى الأشعري، كان عالمًا عاملًا صالحًا حسن الصوت بتلاوة القرآن. استعمله الرسول - صلى الله عليه وسلم - على اليمن، وعمر على البصرة. وعثمان على الكوفة. ت حوالي 42.
(الاستيعاب: 2/ 363، أسد الغابة: 3/ 367 رقم 3135، الإِصابة: 2/ 351 رقم: 4899، تذكرة الحفاظ: 1/ 22، الرياض المستطابة: 188، طبقات الحفاظ: 7).
(¬2) هداية السالك 1/ 12، وجعل ابن جماعة هذا الأثر متصلًا بما بعده، وقال: رواه عبد الرزاق.
(¬3) أعالج الحج: أزاوله وأمارسه. (لسان العرب: علج).
(¬4) (ب): بني.
(¬5) المصنف: 5/ 7، رقم 8807. وقال الأعظمي في تعليقه: أخرجه البزار عن أبي موسى مرفوعًا، قال الهيثمي: وفيه من لم يسم. (القرى: 3) وقال: ذكره ابن الحاج في منسكه.