كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (اسم الجزء: 1)

رفعوا الأساسَ بمقدار ثلاث أصابع من وجه الأرض، قال: وهو القدر الظاهر الآن من الشاذِروان الأصلي قبل تزليقه، نقضوا (¬1) عرض الجدار من عرض الأساس الأول.
وهذا الذي قاله لم يأت به حديث صحيح ولا ورد في قول صاحب يصح سنده، ولعل ذلك من نقل (¬2) التاريخيين ولو صح هذا لاشتهر ونقل.
وهدم عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - الكعبة حتى بلغ بها الأرض، وأتمها على قواعد إِبراهيم - عليه السلام -، وكون الحجّاج لم يهدم مما بناه ابن الزبير إِلا ناحية الحجر، لكونه أدخله في البيت أمر معلوم مقطوع به مجمع عليه، منقول بالسند الصحيح في الكتب المعتمدة لا يشك فيه أحد.
فإِذا ثبت هذا فكيف يقال: إِن هذا القدر الظاهر الآن مما نقضته قريش من عرض الجدار؟ وهل بقي لبناء قريش أثر؟
¬__________
= الوسيط في فقه الشافعية. ولد سنة 577. ت 643 بدمشق.
(الأعلام: 4/ 369، الأنس الجليل: 2/ 449، شذرات الذهب: 5/ 221، طبقات الشافعية للحسيني: 220، طبقات الشافعية لابن السبكي: 5/ 137، كحالة: 6/ 257، مفتاح السعادة: 1/ 397 و 2/ 214، وفيات الأعيان: 3/ 243 رقم 411).
(¬1) (ب): نقصوا.
(¬2) نقل: ساقط من (ر).

الصفحة 319