كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (اسم الجزء: 1)

فصل
وللدعاء آداب يجب على العبد أن يستعملها حين دعائه، فإِن ذلك أرجى للإِجابة وأنجح للطلبة.
منها: تقديم التوبة من الذنوب (¬1) والاستغفار مما يذكر منها وما لا يذكر.
منها: إِخلاص العبد وإقباله على دعائه، فإِن الله عزّ وجلّ لا يسمع دعاء (¬2) من قلبه لاهٍ (¬3).
¬__________
(¬1) عد الغزالي ذلك من آداب الدعاء فقال: "الأدب الباطن وهو الأصل في الإِجابة: التوبة ورد المظالم والإِقبال على الله عزّ وجلّ بكنه الهمة، فذلك هو السبب القريب في الإِجابة، (الإِحياء: 1/ 315).
(¬2) دعاء: سقطت من (ر)، (ص).
(¬3) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإِجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ".
قال النووي: إِسناده في كتاب الترمذي ضعيف. (الأذكار: 356).
وقال المنذري: رواه الحاكم وقال: مستقيم الإِسناد تفرد به صالح المري وهو أحد زهاد البصرة. (الترغيب والترهيب: 2/ 492 - 493).
وعن ابن عمر مرفوعًا: "إِن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فإِذا سألتم الله فاسألوه وأنتم واثقون بالإِجابة، فإِن الله تعالى لا يستجيب دعاء من دعا على ظهر قلب غافل". أخرجه الطبراني، كما جاء في (كنز العمال: 2/ 74).

الصفحة 393