كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (اسم الجزء: 1)

ومنها: أنه يقوي رجاءه في الله تعالى، وقد قال سفيان بن عيينة: لا يمنع أحدكم من الدعاء ما يعلمه من نفسه، فإِن الله عز وجل قد أجاب شرّ الخلق وهو إِبليس لما قال: {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (¬1).
ومنها: أن يسأل غيره أن يدعو له، ويتمادى هو على الإِصرار وترك الدعاء، بل ينبغي له أن يساعد الداعي له بالإِخلاص في الإِنابة، وطلب الإِجابة له وللداعي له (¬2)، فإِنه قد جاء في الآثار أن الله تعالى لا ينظر إِلى قلبٍ (¬3) لاهٍ (¬4).
وقال يحيى بن معاذ (¬5): من كان قلبه مع السيئات لم تنفعه
¬__________
= أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإِنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إِنه معكم إِنه سميع قريب.
أخرجه البخاري (الصحيح: 4/ 16، كتاب الجهاد والسير، باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير).
وقال العراقي: متفق عليه مع اختلاف اللفظ، ورواه أبو داود. (المغني عن حمل الأسفار: 1/ 313).
(¬1) الحجر: 36، ص 79.
(¬2) (ر): والداعي له. له وللداعي له: ساقط من (ب).
(¬3) (ر): لقلب.
(¬4) تقدم تخريجه قريبًا.
(¬5) يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي، أبو زكرياء، من أهل الري. كان واعظًا زاهدًا. أقام ببلخ. أثرت عنه حكم سائرة. ت 258 بنيسابور. (الأعلام: 9/ 218، صفة الصفوة: 4/ 71).

الصفحة 395