كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (اسم الجزء: 1)

ومنها: أن يكون في جلوسه على هيئة التشهد، فإِنها الحالة المشروعة في أشرف العبادات، وهي الصلاة.
وأنشد بعضهم (¬1):
وَإِنِّي لأدْعُو الله وَالأمْرُ ضَيقٌ ... عَلَيَّ فَمَا يَنْفَكُّ أنْ يَتَفَرَّجَا
ورُبَّ فَتى ضَاقَتْ عَلَيْهِ أمُورُهُ ... أصَابَ لَهَا فِي دَعْوَةِ الله مَخْرَجَا
فخذ نفسك بالاجتهاد في ذلك الزمن، فإِنه موقف عظيمٌ تُسكب فيه العبراتُ، وتُقَالُ فيه العثرات، وتُرجَى فيه الطلبات وهو أعظم مجامع الدنيا، فيه يجتمع عباد الله الصالحون، والأولياء المخلصون، فلا تُضيِعْ ذلك الوقتَ بما
¬__________
= والثناء على الله بما هو أهله، ثم ليصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ليدع بعد، فإِنه أجدر أن ينجح".
أخرجه عبد الرزاق في (المصنف: 10/ 441 رقم 19642).
وذكر نور الدين القاري أن سنده صحيح (شرح الشفا: 3/ 746).
وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث علي: "كل الدعاء محجوب حتى يصلي على محمد وعلى آل محمد". قال المنذري: إِنه موقوف عليه ورواته ثقات.
(عدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين: 28). وانظر (الإِحياء: 1/ 315).
(¬1) القائل هو أَبو إِسحاق الثعلبي المفسر، وقبل هذين البيتين:
وإِني لأغضى مقلتيَّ على القذى ... وألبس ثوب الصبر أبيض أبلجا
وهناك رواية أخرى لصدر البيت الثاني نصها:
وكم من فتى سدت عليه وجوهه.
(كتاب الأرج في الفرج، للسيوطي: 71).

الصفحة 398