كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (اسم الجزء: 2)

لابن الجوزي، قال: كان مالك بن أنس يقول في فضل المدينة: هي دار الهجرة والسنة وهي محفوفة بالشهداء، واختارها الله عز وجل لنبيه - صلى الله عليه وسلم - فجعل قبره - صلى الله عليه وسلم - بها وبها (¬1) روضة من رياض الجنة، وفيها منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وزاد القاضي عياض: وعلى أنقابها (¬2) ملائكة يحرسونها لا يدخلها الدجال ولا الطاعون، وبها خيار الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس ذلك لشيء (¬3) من البلاد غيرها.
وفي رواية: ومنها: تُبعثُ أشرافُ هذه الأمةِ يوم القيامة (¬4).
وهذا كلام لا يقوله مالك عن نفسه (¬5).
وقيل لمالك: أيما أحب إِليك: المقام هنا - يعني المدينة (¬6) - أو مكة؟ فقال: ها هنا، وقال: كيف لا أختار المدينة وما بالمدينة طريق إِلا سلكه عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وجبريل عليه السلام نزل عليه من عند ربّ العالمين في أقل من ساعة (¬7).
¬__________
(¬1) وبها: سقطت من (ر). وفي مثير الغرام: 457، وفيها.
(¬2) (ر): أبوابها، وما أثبتناه يوافق ما في المدارك.
(¬3) (ر، ب): لبد، وما أثبتناه يوافق ما في المدارك.
(¬4) المدارك: 1/ 34 - 35.
(¬5) هذا من كلام عياض وتمامه: لا يدرك بالقياس.
(¬6) يعني المدينة: ساقط من (ر).
(¬7) المدارك: 1/ 35.

الصفحة 817