كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (اسم الجزء: 2)

ومنها: مسجد بني ظَفَر، وهو شرقي البقيع ويعرف اليوم بمسجد البغلة (¬1) *.
وروى الزبير بن بكار أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس على الحجر الذي في مسجد بني ظفر (¬2)، وكان زياد بن عبيد الله أمر بقلعه حتى جاءه مشائخ بني ظفر فأعلموه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس عليه، فرده.
قال: وقلَّ أن جلست عليه امرأة تريد الحمل إِلا حملت (¬3).
وعنده آثار في الحرة يقال: إِنها أثر حافر بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهة القبلة، وفي غربيه أثر على حجر كأنه أثر مرفق، وعلى حجر آخر أثر مجلس وأصابع، والناس يتبركون بذلك (¬4).
¬__________
(¬1) ذكرهُ ابن النجار ضمن المساجد الخربة قرب البقيع، وقال عنه: "حوله نشز من الحجارة فيها أثر يقولون: إِنه أثر حافري بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (م. ن.: 67 ب). وانظر عنه (وفاء الوفاء: 3/ 827).
(¬2) أورد السمهودي ذلك برواية يحيى عن إِدريس بن محمد بن يونس بن محمد الظفري عن جده. (وفاء الوفاء: 3/ 827).
(¬3) القرى: 639، مثير الغرام: 497، وفاء الوفاء: 3/ 827 - 828.
(¬4) تحدث السمهودي عن الآثار التي في الحرة ناقلًا عن المطري (وفاء الوفاء: 3/ 828).
والملاحظ أنه ترد آثار صحيحة في مشروعية هذا التبرك بالمواضع، ولم يكن هذا من شأن السلف الصالح.

الصفحة 829