كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (اسم الجزء: 2)

- صلى الله عليه وسلم - (¬1) وهو خشبة يابسة (¬2)، كما فر الحجر بثوب موسى عليه السلام (¬3)، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِني لأعرف بمكة حجَرًا كانَ يُسَلِّمُ عَلَّي" (¬4) ونظائره كثيرة.
¬__________
= وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.
والقول بأن الله خلق في بعض الأحجار خشية وحياة يجعلانها تهبط من علو تواضعًا، ذكره ابن عطية في (المحرر الوجيز: 1/ 266).
(¬1) عن ابن عمر رضي الله عنهما: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب إِلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إِليه فحن الجذع، فأتاه فمسح يده عليه). (صحيح البخاري: 4/ 73 كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإِسلام).
(¬2) انظر (الدرة الثمينة: 44 ب وما بعدها).
(¬3) عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كانت بنو إِسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إِلى بعض، وكان موسى يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إِلا أنه آدر، فذهب مرة يغتسل، فوضع ثوبه على حجر، ففر الحجر بثوبه، فخرج موسى في إِثره يقول: ثوبي يا حجر، حتى نظرت بنو إِسرائيل إِلى موسى فقالوا: والله ما بموسى من بأس، وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربًا". (صحيح البخاري: 1/ 73، كتاب الغسل، باب من اغتسل عريانًا وحده في الخلوة، ومن تستر فالتستر أفضل).
والآدر: بيّن الأدر - والأدْرَة: نفخة في الخصية. (النهاية: 1/ 31 - أدر).
(¬4) عن جابر بن سمرة قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث إِني لأعرفه الآن".
أخرجه مسلم (صحيح مسلم بشرح النووي: 15/ 36 - كتاب الفضائل، باب =

الصفحة 836