كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (اسم الجزء: 2)

واعلم أن بين مشهد سيدي حمزة والمدينة ثلاثة أميال ونصف، وبينها وبين أحد أربعة أميال أو ما يقارب ذلك، ذكره المطري.
ومن المواضع التي يتبرك بها وادي صعيب، فقد روى (¬1) الزبير بن بكار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتى الحارث (¬2) بن الخزرج فإِذا هم رَوْبَى (¬3) فقال لهم: يا بني الحارث ما لكم رَوْبَى؟ قالوا: نعم يا رسول الله أصابتنا هذه الحمى. قال: فأين أنتم عن (¬4) صعيب؟ قالوا: يا رسول الله ما نصنع به؟ قال: تأخذون من ترابه فتجعلونه في ماء ثم يتفل فيه (¬5) أحدُكم ويقول: بسم الله تراب
¬__________
= هو قول مستفيض لدى أهل المدينة. وتكلم السمهودي عن هذين المسجدين. انظر (وفاء الوفاء: 3/ 848 - 849).
(¬1) هذه الرواية أوردها ابن النجار في (الدرة الثمينة: 14 أ).
(¬2) كذا في النسخ المعتمدة وفي (وفاء الوفاء: 1/ 68): بلحارث.
(¬3) روبى: جمع روبان، شبيه في الجمع بهلكى وسكرى. قوم روبى: خثراء النفس مختلطون، وقال سيبويه: هم الذين أثخنهم السفر والوجع، فاستثقلوا نوما.
وقال الأصمعي: واحدهم رائب.
وعن ثعلب: راب الرَّجل، وروَّب: أعيا (اللسان: روب).
(¬4) ر: من؛ وما أثبتناه يطابق ما في (وفاء الوفاء).
(¬5) فيه: سقطت من ب.
وفي الدرة الثمينة، ووفاء الوفاء: عليه - بدل فيه.

الصفحة 840