كتاب إرشاد السالك إلى أفعال المناسك (اسم الجزء: 2)
رومة)، فلما سمع بذلك عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ابتاع نصفها بمائة بكرة وتصدق بها، ثم اشترى النصف الآخر وتصدق بها كلها على المسلمين" (¬1).
وصح أنه - صلى الله عليه وسلم - حض على شرائها (¬2) وقال: "من يشتري رومة ويجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم وله بها مشرب * في الجنة؟ فأتى عثمان - رضي الله عنه - اليهودي (¬3) فساومه فيها فأبى أن يبيعها كلها، وكان يبيع ماءها من المسلمين فاشترى عثمان - رضي الله عنه - نصفها باثني عشر ألف درهم، ثم اشترى النصف الآخر بثمانية آلاف درهم (¬4).
وهي مشهورة وسط وادي العقيق، وهي اليوم عامرة - والحمد لله -.
والآبار المذكورة سِتٌ، واختلف في السابعة: فقيل: هي بئر العِهن (¬5)
¬__________
(¬1) أخرجه ابن النجار عن موسى بن طلحة (الدرة الثمينة: 25 ب). وأورده السمهودي في (وفاء الوفاء: 3/ 967).
(¬2) أخرج البخاري تعليقًا أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يحفر بئر رومة فله الجنة، فحفرها عثمان" (الصحيح: 5/ 17 - كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان بن عفان).
(¬3) ب: إِلى اليهودي.
(¬4) أخرجه ابن عبد البر كما جاء في (وفاء الوفاء: 3/ 970).
(¬5) بئر العهن (بكسر العين وسكون الهاء، ونون).
قال عنها المطري: معروفة بالعوالي، وهي مليحة جدًّا، منقورة في الجبل. وقال السمهودي: لم يذكروا شيئًا يتمسك به في فضلها، ولكن الناس يتبركون بها. انظر (وفاء الوفاء: 3/ 977 - 978).