كتاب البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان

فقالت عائشة رضي الله عنها: إني نسيت، فإذا نسيت فذكّروني (¬1).
وفيها توفي أبو هريرة (¬2).
وجُبَير بن مُطعِم (¬3).

الستّون
وفاة معاوية (¬4).
وقيل إن يزيد كان يتصيّد، فجاءه البريد بكتاب معاوية، (فلما قرأه أنشد وهو على فرسه هذه الأبيات:
جاء البريد بقرطاسٍ يحثّ (¬5) به ... فأوجَعَ (¬6) القلبُ من قرطاسه فزعا
قلنا له (¬7): الويل، ماذا في صحيفتكم (¬8)؟ ... قالوا: الخليفةُ أمسى ميّتًا جَزعًا (¬9)
فمادتِ الأرضُ أو كادت تميدُ به (¬10). . . كأن أغبَرَ (¬11) من أركانها انقلعا (¬12)
مات ابن هندٍ ومات المجد أجمعه. . . كانا جميعًا خليطًا /48/ سالمين معا
أغرّ أبلج يُستسقَى الغمامُ به. . . لو قارع الناسَ عن أحلامهم قرعا
¬__________
(¬1) الطبري 5/ 150، مقاتل الطالبيين 42، الكامل 3/ 744.
(¬2) انظر عن (أبي هريرة) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 347 - 357 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(¬3) انظر عن (جبير بن مطعم) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 184، 185 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.
(¬4) في النسخة "أ" نقص ترتّب عليه اضطراب في ترتيب السنوات وما حدث فيها، والصحيح ما جاء في "ب". ففي سنة 58 هـ. ذُكر في "أ" وفاة أم سلمة وما بعدها، والصحيح أن تتأخّر وفاة أم سلمة إلى السنة 59 هـ. حيث أن المتوفى في سنة 58 هـ. هو: عائشة رضي الله عنها، وأخوها، وعبد الله بن عامر، وهؤلاء سقط ذِكرهم من "أ". وجاءت وفاة "معاوية" في "أ" في سنة 59 هـ. والصواب هو ما جاء في "ب" سنة 60 هـ. وانظر عن (معاوية) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 306 - 317 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته.
(¬5) في تاريخ الطبري: "يخب" ومثله في تاريخ دمشق - طبعة دار الفكر - 59/ 230.
(¬6) في تاريخ الطبري: "فأوجس"، ومثله فى تاريخ دمشق.
(¬7) في تاريخ الطبري: "قلنا: لك"، ومثله في تاريخ دمشق.
(¬8) في تاريخ الطبري: "كتابكم"، ومثله في تاريخ دمشق.
(¬9) في تاريخ الطبري: "أمسى مُثْبَتًا وجِعًا"، ومثله في تاريخ دمشق.
(¬10) في تاريخ الطبري: "تميد بنا".
(¬11) في الأصل: "وكان أعين"، وكذا في: تاريخ دمشق.
(¬12) في تاريخ الطبري: "انقطعا"، والمثبت يتفق مع تاريخ دمشق.

الصفحة 112