كتاب البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان

ولا يوجد منه سوى قطعة صغيرة تشتمل على حوادث 389 - 393 هـ. ملحقة بكتابه "تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء". ولعل المراد كتاب "التاجي في أخبار الدولة الديلمية" الذي انتزعه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الكاتب الصابي ووصل فيه إلى سنة 360 هـ (¬1) وقد أصاب فذكر وفاته في سنة 384 هـ (¬2).
وذكر أن آخر "تاريخ الأنطاكي" في سنة 458 هـ (¬3). والصواب أن مؤلّف الكتاب "يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي" هو الذي توفي في السنة المذكورة، وأنّ آخر سنةِ في "تاريخه" هي سنة 425 هـ (¬4).

اعتماد المؤرّخين على "البستان"
تقدّم قبل قليل أنّ كتاب "البستان" كان بين مصادر "ابن خَلِّكان" في كتابه "وَفَيَات الأعيان"، حيث ذكره مرتين، ونقل عنه أكثر من مرة دون التصريح به، ويُعتبر المؤرّخ "أبو بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري" أكثر المؤرّخين اعتمادًا على كتاب "البستان"، وذلك في موسوعته التاريخية: "كنز الدُّرَر وجامع الغُرَر"، وخاصة في أجزائه الثلاثة: "الدُّرّة السنية في أخبار الدولة العباسية"، و"الدُّرّة المضية في أخبار الدولة الفاطمية"، و"الدُّرّ المطلوب في أخبار ملوك بني أيوب"، وقد سبق الإشارة إلى ذلك، ويكاد نقْله عنه يكون حرفيًّا، فقد يُثْبِت نصَّه كما هو، وقد يُنقِص جزءًا منه، وقد يزيد عليه، ويبدأ الاقتباس منه في العهد العباسي، وبالتحديد اعتبارًا من حوادث سنة 286 هـ، على عهد الخليفة "المعتضد بالله" (¬5)، وتبلغ الاقتباسات العشرات من النصوص، وقد نَدّ عن الأستاذة "دوروتيا كرافولسكي" ذِكر كتاب "البستان" بين مصادر "ابن أيبك"، في مقدّمتها، ولو وقفَتْ عليه لَصَحَّحَتْ وصوَّبَتْ عدّة أخطاء في نشرتها للدّرة السنية، بل، لَقَامتْ بترميم بعض النصوص التي تركَتْ فيها بياضًا. فابن أيبك يعتمد اسم "محمد بن الخليج" كما ورد في "البستان" في حوادث سنة 290 هـ (¬6)، وهو في "تاريخ حلب": "الخليجي" (¬7)، وفي كل
¬__________
(¬1) انظر: المنتزع من كتاب التاجي لأبي إسحاق الصابي - تحقيق د. محمد حسين الزبيدي - سلسلة كتب التراث - بغداد؟
(¬2) البستان - ورقة 161.
(¬3) البستان - ورقة 176.
(¬4) انظر تاريخ الأنطاكي، المعروف بصلة تاريخ أوتيخا - بتحقيقنا - طبعة جرّوس برس، طرابلس 1990.
(¬5) البستان - ورقة 115، وقارن بالدرّة السنية، ص 305.
(¬6) البستان - ورقة 119، الدرّة السنية 320، 321 (حوادث سنة 294 هـ).
(¬7) تاريخ حلب، للعظيمي - ص 275 حوادث سنة 293 هـ.

الصفحة 13