كتاب البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان

غايته، نذكر منها زلزال سنة 70 هـ. وسنة 121 هـ، وسنة 272 هـ، و 274 هـ، و 319 هـ، و 336 هـ، وعن هذه السنة جاء في "البستان": "وفيها كانت زلزلة عظيمة بمصر ليلًا، وخرج الناس من منازلهم". وذكر "ابن أيبك" هذا الخبر فقال: "وفيها كانت زلزلة عظيمة بمصر، وخرج الناس على وجوههم هاربين إلى الصحارى"، وأضاف: "هذا ما ذكره صاحب البرق الشامي. وأمّا غيره من جماعة أرباب التواريخ المصرية، مثل القاضي القضاعي، وابن عسكر، وغيرهم، فذكروا أن الزلزلة كانت بمصر في سنة أربعين وثلاثمائة حسبما يأتي من ذلك" (¬1). ولم يذكر "السيوطي" خبر هذه الزلزلة، مع أنه مصريّ، يؤرّخ لمصر، وكذلك لم يذكر خبر الزلزلة في سنة 338 هـ. ففي "البستان": "وجاءت زلزلة بمصر يوم الأحد لستٍّ خَلَون في صفر، ثم عادت في ربيع الآخر، وخرج أهل بَنْها العسل إلى الصحراء، وأدخلوا البهائم في الغَيْط، وانشقّت الأرض، ثم مكثت ستة أشهر فلم تعد" (¬2). والصحيح أنّ هذه الزلزلة كانت في سنة 340 هـ. وهي في "العيون والحدائق" (¬3) لمؤلّف مجهول، وفي "تاريخ الأنطاكي" (¬4)، وفي "الدرّة السنية" "لابن أيبك" (¬5)، ومع ذلك لم يذكرها "السيوطي"، وكذلك لم يذكر زلزلة سنة 339 هـ (¬6)، ولا سنة 387 هـ (¬7)، ولا زلزلة حلب في سنة 390 هـ (¬8)، ولا زلزلة مصر في سنة 593 هـ (¬9).
وذكر المؤلّف عشرة أخبار عن الكسوف والخسوف، وأحد عشر خبرًا عن الكواكب والشُهُب، وغير ذلك من رياح وصواعق وحرائق وغلاء ووباء وغيره.
وفي الكتاب أكثر من خبر تكرّر ذِكره، مثل خبر الزلزلة في سنة 337 هـ، الذي أعيد في السنة التالية، وخبر خروج "كافور" في محمله إلى الحج في آخر سنة 338 هـ، وقد أعيد ثانية في آخر سنة 343 هـ. وخبر "المتنبي" و"النجّاد" المَعَرّي، فقد ذكره أولًا في سنة 339 هـ، ثم أعاده في سنة 347 هـ، وخبر السحابة بأصبهان الذي ذكره في سنة 339 هـ، ثم أعاده في سنة 347 هـ، وخبر
¬__________
(¬1) البستان - ورقة 135، الدرّة السنية - ص 395.
(¬2) البستان - ورقة 136.
(¬3) العيون والحدائق في أخبار الحقائق، مجهول المؤلّف- ج 4 ق 2/ 193.
(¬4) تاريخ الأنطاكي - بتحقيقنا - ص 80.
(¬5) الدرّة السنية - ص 396.
(¬6) البستان - ورقة 137، 138.
(¬7) البستان - ورقة 161.
(¬8) البستان - ورقة 266.
(¬9) البستان - ورقة 275.

الصفحة 18