كتاب البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان

السحابة بأصبهان الذي ذكره في سنة 339 هـ، ثم أعاده في سنة 344 هـ، وفيها ذكره "حمزة الأصبهاني" في: "تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض والأنبياء" (¬1) بتفصيل أكثر.
ومن الأخبار النادرة والعجيبة التي انفرد بذِكرها ولم نقف عليها في المصادر المتوفّرة، خبر ولادة امرأة جَرْو كلب، وأقرَّتْ أنّ كلبًا وطِئَها (¬2)، وخبر ظهور امرأة بجبل سمعان من أعمال حلب لها كلام دقيق في شرْع الإسلام وحدْس دقيق، بحيث أنها تعلم القاصدَ إليها في أن شيءٍ جاء. وأنّ الملك الظاهر صاحب حلب بعث إليها وتكلّم معها فرأى منها شيئًا عجيبًا (¬3)، وخبر ضرب "محيي الدين بن زكيّ الدين" قاضي دمشق رجلًا يُعرف بالفأفاء بسبب كلام أخطأ فيه، فمات، وكان المضروب صاح: يا لله ويا للمسلمين، فلم يُغِثْه أحد، وقال: يا آل سنان. فطالب الإسماعيلية بدمه القاضي محيي الدين بهذا الوجه، فخاف القاضي منهم وتخفّى وعمل له سَرَبًا تحت الأرض يخرج منه إلى الجامع (¬4). يضاف إلى هذا خبر زواج الإمام الشافعي من امرأة باليمن لها رأسان وجسدان، وقد سبقت الإشارة إلى هذا الخبر الباطل والمستهجَن.
ومن الأخبار الطريفة والغريبة التي يذكرها في سنة 387 هـ نقلًا عن مصدرٍ لم يصرّح به، خبر اصطياد سمكة بدمياط طولها 260 ذراعًا، وعرضها 100 ذراع، وكانت حمير البحر تدخل في جوفها موسقة تفرّغ وتوسق شحمًا من بطنها، وكان يقف في عينها خمسة رجال بأيديهم مَجَارِف وقفاف يعملون فيها بجرف الشحم، ويتناول منهم قوم آخرون من فوق رأسها، وهؤلاء يناولون قومًا آخرين. وأقام أهل دمياط، والبُشمور، والشرقية، والقاهرة، ومصر يأكلون من لحمها شهرًا (¬5). وقد أورد "ابن أيبك" هذا الخبر في حوادث سنة 408 هـ (¬6)، فيما ذكره "ابن إياس" في "بدائع الزهور" في حوادث سنة 381 هـ، برواية الشيخ أبي القاسم عبد المجيد القرشي، وقد أورد روايته "ابن أبي حجلة التلمساني" المتوقى سنة 776 هـ، في كتاب: "عجائب العجائب وغرائب الغرائب" (¬7).
¬__________
(¬1) تاريخ سِنِي ملوك الأرض والأنبياء - ص 148، 149 - سنة 344 هـ.
(¬2) البستان - ورقة 60 - سنة 91 هـ.
(¬3) البستان - ورقة 256 - سنة 587 هـ.
(¬4) البستان - ورقة 263 - سنة 589 هـ.
(¬5) البستان - ورقة 162 - سنة 387 هـ.
(¬6) الدرّة المضيّة في أخبار الدولة الفاطمية - ص 293، 294 سنة 408 هـ.
(¬7) بدائع الزهور في وقائع الدهور - ج 1 ق 1 / ص 195.

الصفحة 19