كتاب البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان

وبعد ذلك عدّة أبيات من الشِعر.
وهذه النسخة لم يطَّلع عليها "كلود كاهن".
والذي نستغربه أن يكون عنوان الكتاب: "الروض الناضر في أخبار الأوائل والأواخر" وأن يقال إن مؤلّفه هو القاضي عماد الدين الأصفهاني!
والمعروف أنّ الكتاب هو لأبي الوليد محمد بن محمد بن الشِحنَة، المتَوفّى سنة 882 هـ،/ الموافقة سنة 1477 م. وقد نُشِر مرّتين، باسم "روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر" (¬1).
وفي الواقع، إن نسخة بودليان هي نسخة ملفَّقة، ففي أولها كتاب "البستان" حتى الورقة 96 ب، حسب ترقيم نسخة المخطوط، أو أول صفحة 190 حسب ترقيمنا، ومقدّمة الكتاب تتّفق مع مقدّمة النسخة الأولى، وكذلك في المتن، مع بعض الاختلافات الطفيفة، إلّا أنه جاء في آخر المقدّمة: "إلى أن وصلتُ إلى سيرة الملك الناصر ناصر الدنيا والدين محمد بن قلاون الألفي الصالحي إلى آخر سنة اثنين (!) وسبعماية". وهذا يؤكّد أنّ المؤلّف غير "العماد الأصفهاني" المتَوَفَّى سنة 597 هـ، ولكن حوادث الكتاب لا تَقف عند سنة 702 هـ، كما ذُكر في المقدّمة، بل هي تصل إلى سنة 708 هـ. وإن كان من الواضح أنه يعتمد كثيرًا على "مرآة الزمان" لسِبط ابن الجوزي.
أمّا مادّة العنوان: "الروض الناضر. . " فقد وردت على الحواشي من المخطوط في ورقة (52 أ) حسب ترقيم المخطوط، أو الصفحة (101) حسب ترقيمنا، وذلك اعتبارًا من سنة 471 هـ، وتنقطع الحواشي في صفحات كثيرة، ثم يعود التأريخ من سنة 668 هـ، في الورقة (152 ب) حسب ترقيم المخطوط، أو صفحة (308) حسب ترقيمنا، إلى الورقة (192 أ) حسب ترقيم المخطوط، أو صفحة (387) حسب ترقيمنا، حيث ينتهي بحوادث سنة 806 هـ، وهذه الحواشي كُتبت بخط نسخيّ جميل يختلف عن خطّ المتن، وجاء في آخرها:
"حشّى حاشية هذا الكتاب منقولًا من كتاب روض المناظر في علم الأوائل والأواخر من مؤلّفات الشيخ الفاضل الكامل ابن شِحنة الحلبي، ووقع الفراغ من نقله
¬__________
(¬1) طُبع أولًا بهامش الأجزاء 7 و 8 و 9 من كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير - تصحيح إبراهيم الدسوقي الملقّب بعبد الغفّار - المطبعة الكبرى العامرة ببولاق، القاهرة 1290 هـ/ 1873 م.
وطُبع ثانيًا مع الجزءين 1 و 2 من كتاب "مروج الذهب ومعادن الجوهر" للمسعودي، تصحيح محمود قاسم - المطبعة الأزهرية، القاهرة 1303 هـ/ 1885 م.

الصفحة 28