كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

ب- في أصول الفقه:
تمهيد:
لشيخنا - أكرمه الله - الباع الطويل في الأصول دَرْساَ وتدريساَ، وما كتبه
في ذلك - على قفته -يعبر عن هضمه لهذا العلم، وغوصه على دقائقه وأسرار 5.
ولطالما اعتزَ بأن هذا العلم هو من أنفس ما تميز به العلماء، وبرع به
الفقهاء، مما ابتكرته العقول، وتفتمت عنه الأذهان.
من خلال هذه الشجون يتبدَى لنا شيء من مكانة هذا العلم في صدر
ضيخنا الأزهري المتين (1).
ولذا كنتَ تراه إذا شرح قطعة اصولية يتأئق في قراءتها وتدريسها
كالمستطيب لطعام يتلذذ به، ويقبل عليه دون ساَمة.
وكان يُصَرح لنا - أكرمه الله - بالتحضير لدروس الأصول، واشكلت
عبارة مرة، فقال - بكل تواضع -: ما فرغت لتحضير الدرس؟ فأقول في نفسي:
جاوز الشيخ السبعين وثلاثة ارباع عمره في التدريس، ويُحضر قبل ان يدرس
الأصول؟ افلا ينبغي ان يعتني الواحد منا لجلال هذ 5 الأمانة، وثقل هذه التبعة،
وبخاصة لتدريس هذه المادة؟!.
ولنذكر الاَن اهم كتابات الشيخ في الأصول:
(1)
انظر م! قاله في مقدمة كتابه (الإلمام بأصول الأحكام)، ص ه - 6، وقد ذكر أ ن
آهم كتب الأصول التي كانت مقررة في الأزهر في الدراسة الجامعية والعليا:
(المستصفى) للغزالي، (الموافقات) للشاطبي، (مختصر ابن الحاجب)،
(التوضيح على التنقيح) صدر الشريعة، (جمع الجوامع) لابن السبكي، (مسلم
الئبوت) لابن عبد الشكور.
110

الصفحة 110